195

Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

Bincike

محمد رحمة الله حافظ الندوي

Mai Buga Littafi

دار القلم

Lambar Fassara

الأولى / ١٤٢٤ هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٣ م

Nau'ikan

الفصل العاشر
وفاة عائشة ﵂
إن نهاية إمارة معاوية (ض) كانت آخر أيام حياة عائشة (ض). وكانت قد بلغت من العمر سبعا وستين سنة، ومرضت في شهر رمضان المبارك سنة ثمان وخمسين من الهجرة، فإذا سئلت: كيف أصبحت؟ قالت: صالحة الحمد لله (١)، وكل من يعودها يبشرها فترد عليه قائلة: يا ليتني كنت حجرا، يا ليتني كنت مدرة.
واستأذن عليها ابن عباس (ض) في مرضها فأبت أن تأذن له، فقال لها بنو أخيها: ائذني له، فإنه من خير ولدك، قالت: دعوني من تزكيته، فلم يزالوا بها حتى أذنت له، فلما دخل عليها قال: إنما سميت أم المؤمنين لتسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي، إنك كنت من أحب أزواج النبي ﷺ إليه، ولم يكن رسول الله ﷺ يحب إلا طيبا، وما بينك وبين أن تلقي الأحبة إلا أن تفارق الروح الجسد، ولقد سقطت قلادتك ليلة الأبواء، فجعل الله للمسلمين خيرة في ذلك، فأنزل الله ﵎ آية التيمم، ونزلت فيك آيات من القرآن، فليس مسجد من مساجد المسلمين إلا يتلى فيه عذرك آناء الليل وآناء النهار، فقالت: دعني من تزكيتك لي يا ابن عباس، فوددت أني كنت نسيا منسيا (٢).
وقالت عند وفاتها: «لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٧٥/ ٨.
(٢) أخرج الجزء الأول من الحديث الإمام البخاري في صحيحه كتاب المناقب برقم ٣٧٧١ وكذلك في كتاب تفسير القرآن سورة النور.
وقد أخرجه كاملا الحاكم في المستدرك ٩/ ٤ برقم ٦٧٢٦ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والإمام أحمد في مسنده ١/ ٢٢٠ برقم ١٩٠٥.

1 / 201