Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Bincike
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Mai Buga Littafi
دار القلم
Lambar Fassara
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٣ م
Nau'ikan
عرض الحجرة ست أو سبع أذرع، جدارها من الطين، وسقفها من جريد النخل، قصير حيث يناله كل من يقف، مغشاة من خارج بمسوح الشعر، لكي تكون وقاية من المطر، ولم يكن للباب مصراعان وإنما مصراع واحد من عرعر أو ساج (١)، إلا أنه لم يغلق على أحد ليوم واحد طوال الحياة.
وكان في جنب الحجرة مشربة أقام فيها الرسول ﷺ شهرا كاملا زمن الإيلاء (٢)، وكان جهاز بيت النبى ﷺ وأثاث حجرته محتويا على سرير وحصير، ووسادة من أدم حشوها ليف، وأهب معلقة، وقربة، وإداوة للماء والتمر، وقصعة لشرب الماء (٣).
ومما لا شك فيه أن مسكن النبي ﷺ كان منبعا للأنوار الربانية، ومنهلا للفيوض النبوية إلا أنه كان خاليا من المصابيح الدنيوية، فلم يكن هناك سراج ولا مصباح يضيئ البيت وينوره بالنور والضياء الظاهري (٤)، تقول عائشة (ض): «كان يأتي علينا على عهد رسول الله ﷺ أربعون ليلة ما يوقذ في بيت رسول الله ﷺ مصباح ولا غيره» (٥).
هذا ولم يكن في البيت أحد غير رسول الله ﷺ وعائشة (ض)، وبعد فترة جاءت جارية (بريرة (ض» اشترتها عائشة (ض) واشترطت أن يكون ولاؤها
_________
(١) يراجع: الأدب المفرد للبخاري باب البناء ٢٧٢/ ١ برقم ٧٧٦، والطبقات الكبرى لابن سعد، وخلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي الباب الرابع الفصل الرابع، ووفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ١/ ٤٥٨.
(٢) سبق تخريج حديث الإيلاء، انظر: صحيح البخاري برقم ٢٤٦٨.
(٣) انظر: صحيح البخاري بأرقام ٤٩١٣، ٢٤٦٨، ٥٣٨٨، ٩٠٥.
(٤) تقول عائشة (ض): كنت أنام بين يدي رسول الله ﷺ ورجلاي في قبلته فإذا سجد
غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٥١٣، ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة برقم ٥١٢، والنسائي في سننه كتاب الطهارة رقم ١٦٨، ومالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة برقم ٢٥٨.
(٥) أخرجه الطيالسي في مسنده ص ٢٠٧ رقم ١٤٧٢، كما أخرجه إسحاق بن راهويه ٢/ ٣٣٥ رقم ٨٩١.
1 / 71