هل أنخت الراحلة؟
مبارك :
نعم يا مولاي، ولكني لا أظننا نجد للمطايا علفا. إن هذه الصحراء قاحلة مجدبة.
مزاحم :
لا تذمها يا مبارك! إن لها عندي فضلا عظيما.
مبارك :
فضلا؟! ...
مزاحم :
نعم، إنك لا تعرف ماذا أجد في صدرها من السعة لنفسي. أقف حيالها خاشعا كأنما أنا في الحرم؛ ذلك بأنها خالدة يا مبارك، والخلود أدعى إلى الإجلال. انظر كم شاهدت هذه الصحراء من قرون؟ وكم وعت من حديث أمم ... هذي التي اخترقها مصرايم أبو المصريين. وقمبيز ذلك الفارسي اللعين، ثم هذي هي الصحراء التي مر بها بطل الإسلام عمرو بن العاص إلى مصر ففتحها وهي هي لا تتغير! صحيفة واسعة تعي أساطير الأمم لمن يقرأون. بل لعلنا الآن حيث أناخ الفاتح يوم جاءه رسول الخليفة ... أين نحن الآن يا ترى؟ ...
مبارك :
Shafi da ba'a sani ba