نجلاء :
من ذا يستطيع دخول حديقة المختارة غير واحد منهم ... هلم سيري بنا. أسرعي، إني أسمع وقع خطواته ... (تخرجان) . (يدخل الأمير مزاحم من اليسار، وهو مرتد قباء من الحرير الأبيض، وقد تمنطق بسيف عربي، وعلى رأسه عمامة صغيرة ذات أهداب، ويقف يتأمل حائرا.)
مزاحم :
أين مبارك يا ترى؟ لماذا لم يوافني بمركبي إلى هذا المكان؟ أتراني ضللته (حائرا) ، ألست أرى الجيزة؟ أم أني أطالع الفسطاط. ذلك قصر المختارة أمامي، وتلك قطائع ابن طولون عن يميني، وهذا الحصن من ورائي، وهذا النيل عن يساري (يقف حائرا) ، ويح الغريب يرى البقاع متشابهات، والأصقاع متشاكلات حتى لا يهتدي إلى موعد ولا يطمئن لمكان ... (يخطو نحو المقعد، ويجلس حيث كانت نجلاء جالسة)
لا بأس فلأقض بمصر ليلة أخرى أمتع العين بمنظر النيل قبل ألا نرى النيل، ونشهد عروس الدنيا قبل ألا عروس ... حرام على الناس أن يقلقوا مطمئن النبت في مرقده من هذه الأرض، أما والله لأصرفن أبي عنها ولأكونن لها من دون سيفه درعا، مصر أنت كنانة الله في أرضه من أرادك بسوء قصمه الله. (ينهض ويأخذ في الغناء):
بالله يابانة الفسطاط إن خطرت
عليك ريح الصبا من جانبي ميلي
ولا يصدنك حر في لفائفها
فذاك شوقي إلى الفسطاط والنيل
وأنت ياسوسنا يفتر مبسمه
Shafi da ba'a sani ba