Bila Quyud
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Nau'ikan
يترتب على هذه الإتاحة الجنسية المستمرة منافسة وغيرة دائمة بين الزوجات اللائي يتشاركن زوجا من أجل أن تحظى كل واحدة منهن باهتمام جنسي ومحاباة منه. ودائما ما يصرح اختصاصيو علم الإنسان الذين يدرسون تلك المجتمعات أن الاحتكاك بين الزوجات اللائي يتشاركن زوجا هو آفة الزيجات المتعددة الزوجات في تلك المجتمعات. وفي الواقع يمارس تعدد الزوجات أكثر الصائدين إنتاجا وأكثر المزارعين رخاء في هذه المجتمعات؛ من أجل الفوائد الاقتصادية الناتجة عن أن يكون لديهم نساء أكثر ليعملن لديهم وأطفال أكثر لإعالتهم عند الكبر، وليس من أجل بلوغ أقصى درجة من إشباع رغباتهم الجنسية.
الفرق الثاني المهم هو أنه حتى في المجتمعات التي تبيح تعدد الزوجات تظل أغلب الزيجات أحادية؛ لأن أكثر الرجال لا يستطيعون ببساطة التكفل بإعالة أكثر من زوجة. على النقيض من ذلك، في مجتمعات الذكر الواحد والإناث المتعددة من الرئيسيات غير البشرية، تنتمي كل الإناث البالغات لحرملك من الإناث اللواتي يتزاوجن مع الذكر الحالي المسيطر في الحالات النادرة نسبيا حين يكن في مرحلة التبويض.
ونشير أخيرا إلى أنه كثيرا ما يتغلب النزوع البشري للعلاقات العابرة حتى على أشد المحظورات الثقافية صرامة، وفي بعض الثقافات المتساهلة جنسيا التي درسها اختصاصيو علم الإنسان كانت تستهجن أنواع معينة من الاستحواذ الجنسي، وفي بعض الحالات كان التشارك في رفاق الجنس لا يعد شيئا مقبولا فحسب، بل إنه يعد في الواقع سلوكا حسنا؛ فكان إسكيمو القطب الشمالي مشهورين بمشاركة زوجاتهم وبناتهم غير المتزوجات مع الذكور الآخرين اللذين يأتون للإقامة زوارا أو ضيوفا؛ فقد كان الاستحواذ الجنسي صفة بغيضة من وجهة نظر الإسكيمو، فلا يصح للرجل من الإسكيمو أن يحرم ضيفه من الاستمتاع بزوجته، كما لا يصح أن يبخل عليه بكرم الضيافة من الطعام والمأوى.
الصداقات بين الرئيسيات
الصداقة موجودة بين الحيوانات في عدة أشكال مختلفة، وفي الرئيسيات قد تتدرج من المعارف العابرة بين أفراد مألوفين في الجماعة إلى تحالفات «سياسية» خاصة بين البالغين الذي قد يتضامنون معا من أجل الدفاع المشترك، أو الذين ربما يتنافسون مع أفراد وتحالفات أخرى على المركز والسلطة. روابط الصداقة موجودة إلى حد ما لدى أغلب الحيوانات العليا، وتلعب روابط الصداقة دورا مهما على الأخص بين الرئيسيات خلال حياتها اليومية.
ختاما، قد ينشأ رباط خاص بين فردين عادة ما يكونان (لكن ليس دائما) عضوين من المجموعة نفسها أو النوع نفسه، وتكتفي أغلب الطيور بعلاقة أحادية خلال موسم التعشيش، حين ينخرط كل من الذكور والإناث في المهام الشاقة لتنشئة الجيل التالي، ومنها بناء العش، وحضانة البيض، وإطعام الصغار وحمايتها، بل وتتزاوج أنواع عديدة مثل الأوز مدى الحياة.
قد تنشئ الأفيال والدرافيل والذئاب والأسود وعدة ثدييات أخرى روابط قوية ومستمرة مدى الحياة مع أفراد آخرين من النوع نفسه. وتستطيع الكثير من الحيوانات المستأنسة، مثل الكلاب والقطط والخيل والخنازير والببغاوات والأوز أن ترتبط ارتباطا قويا مع أنواع أخرى - بما في ذلك البشر - لأسباب تخالف المنطق أحيانا. من المغري الاعتقاد بأن البشر وحدهم هم من يقعون في الحب، لكن الشغف الشديد والانجذاب لفرد آخر - انجذابا كثيرا ما يرقى إلى مستوى الهوس بالفرد الآخر - يحدث بين أنواع كثيرة من الحيوانات، وينسجم كلية مع تعريفنا لمعنى «الحب».
التسلسلات الهرمية الاجتماعية لدى الرئيسيات
دائما ما تكون الحيوانات العليا التي تعيش في مجموعات تسلسلات هرمية اجتماعية، حيث يشغل كل فرد موقعا محددا في نظام سلطوي، فيكون أكثر الأفراد سيادة في القمة ويكون أكثر الأفراد خضوعا في القاع. يستطيع الدجاج الأعلى مرتبة أن ينقر أيا من الدجاج الأدنى منه في التسلسل الهرمي، بينما ينقر الدجاج الأدنى مرتبة من الدجاج الذي يعلوه مرتبة وينقر الدجاج الأدنى منه مرتبة. أما أقل الدجاج مرتبة على الإطلاق فهو ينقر حتى الموت لعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو مهاجمة غيره من الدجاج. ورغم أننا نحن البشر قد نرى هذا التصرف وحشيا، فإن القدرة على تكوين تسلسلات هرمية اجتماعية قائمة على فروق الهيمنة والخضوع بين الأفراد هو في الواقع أمر ضروري للحفاظ على السلام والتضافر داخل الجماعة.
تعزز التسلسلات الهرمية الاجتماعية الاستقرار الاجتماعي بطريقة بسيطة للغاية؛ فهي تضمن عدم انخراط أفراد الجماعة في معارك متكررة وهم يتنافسون على الغذاء والأزواج وأماكن النوم وغيرها من الأشياء المشتهاة. فقد تقع مواجهات عنيفة بين أفراد من المرتبة نفسها، لكنها دائما ما تستمر فقط إلى أن يفوز فرد ويخسر الآخر. ويفرض الفائز سيطرته على الخاسر، الذي يصير ويظل تابعا في العلاقة. ومن ذلك الوقت فصاعدا يذعن الفرد التابع للفرد المسيطر متى أرادا الشيء نفسه، سواء كانت فردا جذابا من الجنس الآخر أو قطعة مشتهاة من الغذاء سقطت على الأرض بينهما؛ فقد سويت الخصومات الأصلية بينهما واستقر الأمر، فلن يحدث المزيد من المواجهات أو المعارك أو الإصابات الجسيمة.
Shafi da ba'a sani ba