Bila Quyud
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Nau'ikan
13
وثمة دول أخرى متورطة في اقتراف هذا الفعل؛ إذ يصدر أكثر من نصف كل الآثاث المصنوع من خشب الورد من الصين إلى دول أخرى. ليست إزالة الغابات بمشكلة قومية إذن؛ وإنما مشكلة عالمية.
ومع ذلك لم تبدأ العديد من الدول برامج جادة لإعادة التحريج فحسب، بل ما زالت بقايا صغيرة من الغابات البكر باقية أيضا حتى في أوروبا، حيث تقوم مقام الملاذ الآمن للأنواع التي اختفت من المناطق التي أزيلت أشجارها. واحدة من أكثر هذه المناطق التي حوفظ عليها هي غابة بياوفيجا، وهي متنزه غابات محمي تبلغ مساحته نحو 120 ميلا مربعا ممتدا على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. وعلى الرغم من أن غابة بياوفيجا أصغر مساحة من العديد من المدن الرئيسية في العالم، فإنها تضم أنواعا حية أكثر من أي بيئة أوروبية أخرى؛ فهي موئل ل 117 نوعا من الطيور، وتسعة وخمسين نوعا من الثدييات، من بينها ابن عرس وخز الصنوبر والراكون والغرير والقندس والقضاعة والثعلب والوشق والذئب والحلوف واليحمور والموظ وحيوان الإلكة، وكذلك ثمانمائة بيسون أوروبي.
الفرق شاسع ويثير التنبه بين الأشجار الباسقة والبيئة الثرية بالطيور والحيوانات في الموئل البكر لغابة بياوفيجا والغابات المهترئة الهزيلة المتعافية من قطع أشجارها، المسماة غابات الجيل الثاني، التي حلت محل موائل مماثلة في أوروبا على امتداد القرون القليلة الماضية.
14
لكن مع مرور الوقت سوف تزدهر غابات الجيل الثاني، عند تعهدها بالعناية والرعاية اللائقتين، وربما تبلغ في النهاية روعة الموائل البكر التي ازدهرت هناك في الماضي. وقد خصصت العديد من المساحات البرية في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية لتكون محميات بيئية، حيث لا تزال الموائل القديمة وأشكال الحياة المتعددة عليها متمسكة ببقاء محفوف بالمخاطر.
الانقراض الجماعي السادس
ثاني أقرب التهديدات المتربصة بالحياة الذكية، بعد خطر الحرب الحرارية النووية، هو خطر الدمار البيئي الهائل وانقراض أشكال الحياة. يقدر العلماء ما ينقرض من الأشكال الحية في الوقت الحالي سنويا بثلاثين ألفا تقريبا، ويرتفع معدل الانقراض باطراد. علاوة على ذلك، بمجرد انقراض نوع من النبات أو الحيوان، يستغرق الأمر عادة ملايين السنين قبل أن يتطور شكل حياة جديد ليحل محله.
وقع بالفعل خمس حالات انقراض جماعي سابقة في التاريخ الجيولوجي، وكلها كانت قبل وجود أشباه البشر بفترة طويلة. كان أولها قبل 445 مليون سنة تقريبا خلال العصر الأوردوفيسي؛ عصر المخلوقات البحرية البدائية مثل ثلاثيات الفصوص وبعض الشعاب المرجانية. وحدث الثاني قبل 360 مليون سنة خلال العصر الديفوني؛ عصر الأسماك البدائية وأقدم النباتات البرية والحشرات. ووقع الثالث قبل 250 مليون سنة خلال العصر البرمي؛ عصر الزواحف البدائية. وحدث الرابع قبل 200 مليون سنة خلال العصر الترياسي؛ عصر البرمائيات الكبيرة والزواحف البحرية.
شكل 10-5: تظهر العينات الجوفية الجليدية من محطة فوستوك للأبحاث في قارة أنتاركتيكا أن تركز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسب عالية قد ارتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع درجات الحرارة العالمية خلال الأربعمائة ألف سنة الماضية. (الرسم من تصميم المؤلف استنادا إلى بيانات فوستوك بيتي. بتصريح من الترخيص 3,0 المشاع الإبداعي عبر ويكيميديا كومونز.)
Shafi da ba'a sani ba