Bila Quyud
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Nau'ikan
رغم أن علماء الفلك بوجه عام متفقون على أن الكون يحتوي على عدة كواكب أخرى شبيهة بالأرض، فكل هذه العوالم بعيدة جدا، حتى إننا لا نعرف عن مناخاتها أو سمات سطحها سوى القليل جدا. يعتقد أن أقرب الكواكب الشبيهة بالأرض لمجموعتنا الشمسية يدور في فلك النجم تاو قيطس، الواقع على بعد اثنتي عشرة سنة ضوئية من الأرض، لكن الكوكب الذي يعتقد أن مناخه من الأرجح أن يكون شبيها بالأرض يسمى «جليزا 832 سي»، الواقع على بعد ست عشرة سنة ضوئية من الأرض.
3
حسب التقديرات يعادل حجم جليزا 832 سي خمسة أضعاف حجم الأرض؛ وبهذا يصل وزن الشخص الذي يزن 160 رطلا على سطح الأرض إلى 800 رطل على سطح جليزا 832 سي؛ مما يجعل من العسير على الشخص العادي أن يقف أو يسير، لكن لنفترض جدلا أن مشكلة الجاذبية يمكن حلها بطريقة ما، ربما بربط دعامات معدنية لدعم الجسم تحت وطأة هذا الضغط الهائل، لكن حتى في هذه الحالة سيظل علينا حل مشكلة خطيرة، وهي كيفية بقاء مجموعة من البشر على قيد الحياة طوال رحلة الانتقال الطويلة من مجموعتنا الشمسية إلى هذه المجموعات الشمسية «المجاورة».
يفلت الصاروخ الفضائي النموذجي من جاذبية الأرض بالانطلاق بسرعة 18 ألف ميل في الساعة تقريبا. بعثة وكالة ناسا «نيو هواريزونز»، التي صممت لاكتشاف المنطقة الواقعة خارج مجموعتنا الشمسية، بلغت سرعة انطلاقها 36 ألف ميل في الساعة، وهو ما عزز سرعة المركبة الفضائية لتصل إلى 100 ألف ميل في الساعة، عند اقترانها بسرعة مدار الأرض حول الشمس. رغم أن هذه السرعة كانت كافية للإفلات من جاذبية الشمس، فإن سرعة نيو هورايزونز تراجعت إلى 31 ألف ميل في الساعة حين غادرت المجموعة الشمسية فعليا.
في عام 2018م من المخطط أن تستخدم البعثة التي نظمتها ناسا المسماة «سولار بروب بلاس» (المسبار الشمسي) «تأثير المقلاع» لجاذبية الشمس من أجل الوصول إلى سرعة مذهلة تصل إلى 450 ألف ميل في الساعة أثناء الدوران حول الشمس، وتكفي هذه السرعة للسفر من الأرض إلى القمر في ثلاثين دقيقة، لكن حتى إن استطاعت مركبة فضائية قادرة على حمل بشر أحياء بالإضافة إلى كل متاعهم ومعداتهم - حتى أثناء مجابهة جاذبية الشمس - أن تبلغ سرعة 450 ألف ميل في الساعة أثناء انطلاقها من المجموعة الشمسية، فسيكون عليها السفر في الفضاء أربعة وعشرين ألف عام تقريبا قبل أن تصل إلى جليزا 832 سي.
4
ومن الصعب تخيل أن يستطيع حفنة من البشر الحياة داخل حدود مركبة فضائية لمدة تكاد تفوق خمسة أضعاف تاريخ الحضارة الإنسانية بأسره، بل من الأصعب تخيل كيف سيبدو هذا العدد الصغير من سكان تلك المركبة الفضائية بعد أكثر من سبعة أجيال من زواج الأقارب.
لنفترض أن إحدى حضارات المستقبل سوف تخترع تقنية نجهلها نحن الآن، وتستطيع التغلب على قوانين الفيزياء المعروفة، وتنجح في صنع مركبة فضائية صالحة للعمل وقادرة على السفر بسرعة قريبة من سرعة الضوء، فهل ستستطيع مثل هذه التقنية أن تفتح الكون أمام استيطان البشر للفضاء؟
لكن حتى في هذا السيناريو المستبعد تماما سيظل على هؤلاء المستوطنين الفضائيين البقاء على قيد الحياة لعدة سنوات في الفضاء من دون أجهزة إعاشة من كوكبهم الأصلي قبل أن يصلوا إلى موقع أقرب كوكب شبيه بالأرض؛ لذلك سيحتاج هؤلاء المستعمرون إلى بنية تحتية تقنية قادرة على توفير موارد ثابتة من الغذاء والدفء والهواء القابل للتنفس أثناء سفرهم لسنوات عدة في الفضاء الحالك. حتى الآن فشلت أفضل جهود التقنيات الحديثة تماما في تزويد البشر بوسيلة للبقاء على قيد الحياة إلى أجل غير مسمى بمجرد انقطاع كل اتصال مادي بالغلاف الحيوي، الذي هو إجمالي كل أشكال الحياة والأنظمة البيئية التي تغطي وجه الأرض.
5
Shafi da ba'a sani ba