قالوا: ونفر بغل كان تحت محمد بن هارون، أخي سهل بن هارون البليغ الكاتب الشاعر. قالوا: وإنما كان البغل ارتدّ فزعا، فقطع من جوفه بعض العلائق، فمات على ظهره، في وسط مربّعة باب عثمان نهارا.
وقد تصدم الدابّة الدابة، فيموت الراكبان والمركوبان.
وخبّرني سعيد بن أبي مالك أن غلاما كان لبعض أهل القطيعة ينيك بغلة لمولاه؛ وأنها في بعض الأيام وقد أدعم فيها، فاستزادته، فتأخّرت وتأخّر، حتى أسندته إلى زاوية من الإصطبل، فضغطته حتى مات. ودخل بعض الغلمان لبعض الحوائج، فرأى الباب عليهما مغلقا، فنادى باسم الغلام فلم يجبه؛ فقلع الباب، فإذا الغلام مسند إلى الزاوية وقد مات، وهي تضغطه، فصاح فتنحّت وسقط الغلام ميّتا.
ويقولون: إنها تفضح السائس الذي يكومها، لأنها تتلمّظ إذا عاينته، ولا تفعل ذلك بغيره، فهي إمّا أن تقتل، وإمّا أن تفضح.
وأنشدوا لقيس بن يزيد، في هجائه ابن أبي سبرة «١» حين رماه بنيك بغلته، قال:
نبئت بغلتك الّتي أتلدتها ... لا تستقرّ لديك ما لم تسفد «٢»
تدنو بمؤخرها إليك إذا رأت ... أن قد علوت لها جدار المذود
قالوا: ولما أخذ فتيان من فتيان بني كليب الفرزدق، وأتوه بأتان، وقالوا: والله لتنزونّ عليها، كما رميت عطّية بن الخطفي، أو لنقتلنّك! قال: إن كان فهاتوا الصخرة التي كان يقوم عليها إذا ناكها، حتى
1 / 51