وضحك إخوته لهذره، أما الأم فتنهدت قائلة: سلمت أمرك لله!
فألقى عليها نظرة من عل وقال: لندع حديث الفن جانبا، المهم أن تعلمي أني سأحيي حفلة عرس غدا. - في تخت علي صبري؟ - وحدي! سأحييها بنفسي!
ونظرت الأم نحوه بإنكار، وسألته نفيسة: أأصبحت مطربا حقا؟ - يحدث أحيانا أن يختار أحد أفراد التخت من المشهود لهم لإحياء حفلة كمطرب؛ خطوة لها ما بعدها!
وسألته أمه بلهجة لا تخلو من تهكم: ومن الذي دعاك لإحياء ليلته؟! - عم جابر سلمان لإحياء زفاف ابنه سلمان.
وخفضت نفيسة عينيها وقد خبا حماسها، وران على نفسها كدر خانق.
ودهشت الأم وخاطبت حسن متسائلة وهي تومئ إلى نفيسة: بعدما حدث؟!
فضحك حسن قائلا: تم الاتفاق بيننا قبل معركة ست نفيسة في بيت العروس، ولم يجرؤ الرجل على خرقه!
وساد الصمت قليلا، والأعين تحدق فيه في غير تصديق، كان في صوته حلاوة، ولكن ليس للدرجة التي تجعل منه مطربا. وأخيرا سألته أمه في حيرة: أحقا ما تقول؟ - نعم ورحمة أبي. - أجر؟! - خمسة جنيهات، لك منها جنيه كامل.
وسكت حتى تغلغل أثر كلامه في النفوس، ثم ردد عينيه بين شقيقيه وتساءل: ما رأيكما في أن تعملا معي سنيدين في التخت، وكلاكما ذو صوت لا بأس به؟!
وانفجر الشقيقان ضاحكين، وواصلا ضحكهما، حتى قال: يا لكما من غبيين! هذه فرصة نادرة للاشتراك في البوفيه الحافل بما لذ وطاب من المآكل والمشارب.
Shafi da ba'a sani ba