201

من النافذة تخلت المصانع والطرق والغابات عن مكانها لحقول خالية إلا من بضع بقرات سوداء مبقعة ببقع بيضاء. كنا في قلب

ألمانيا

الأخضر. وتأملت حقلا من القمح الأصفر المتوهج تحت الشمس، وبجواره آخر يميل لونه إلى الدكنة، مثل لون وبر الجمال ثم حقل أخضر زاه تصطف خلفه أشجار داكنة الخضرة.

نزلت في مدينة

جوتا ، ووقفت حائرا أمام باب المحطة في ميدان صغير شديد الازدحام. لمحت شابا أصلع الرأس يقف جانبا يتابع القادمين والرائحين. ووقعت عيناه علي فشملتاني بدقة من أعلى إلى أسفل، ومرتا على حقيبتي، ثم عادت مرة أخرى إلى شعري وملابسي قبل أن تتحولا عني إلى غيري. كانت مهنته واضحة.

أجلت النظر حولي. لم يكن هناك غير سيارات الأجرة. وكان مسئول النقابة في الوكالة قد ذكر أن باصا سيأخذني من محطة القطار إلى دار العطلات. وقعت عيناي على باص كبير من سيارات الرحلات ممتلئ بالجالسين. تحركت نحوه في تردد. واقترب مني شاب باسم سألني عما إذا كنت ذاهبا إلى

تامباخ ديتار . أجبت بالإيجاب. قال في أدب:

بيتاشين ، تفضل.

صعدت إلى السيارة وجلست بجوار طفلة أخذت تتأملني طوال الوقت، وفي مقدمة السيارة وقف رجل طويل عريض ضاحك الوجه. قال مخاطبا الجالسين عندما تحرك الباص: الحرارة شديدة في

برلين .

Shafi da ba'a sani ba