فوائد من شرح كتاب التوحيد

Abdulaziz Al-Sadhan d. Unknown
69

فوائد من شرح كتاب التوحيد

فوائد من شرح كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

دار المسلم للنشر والتوزيع

Nau'ikan

١٣٧: ١٨٦ [باب ما جاء في السحر] [وقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ﴾ [البقرة: ١٠٢] . قال الشيخ أثابه الله: وجه إدخال هذا الباب في كتاب التوحيد لأن السحر شرك. وهذا الباب أول سبعة أبواب تتعلق بالأعمال الشيطانية. وقال أثابه الله: السحر: الخفاء ومنه سمي آخر الليل سحرًا لخفائه. ومنه سميت الرئة سحرة لرقتها. وقولهم: "انتفخ سحره" وذلك لخفائها ورقتها. وقال أثابه الله: هل للسحر حقيقة؟ في ذلك خلاف مع المعتزلة فأنكروا حقيقته وادعوا أنه خيال، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: ٦٦] وقالوا أيضًا: لو كان للسحر حقيقة لاشتبه عمل الساحر بمعجزات الأنبياء فتبطل المعجزات، وقد ذكر شبهاتهم الرازي في تفسيره الكبير في سورة البقرة عند قوله تعالى: ﴿يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: ١٠٢] . أما أهل السنة فذهبوا إلى أن للسحر حقيقة، وعندهم أدلة. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾ [البقرة: ١٠٢] والتفريق يقع حقيقة. الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: ٤] ولو لم يكن لهن ضرر ما شرعت الاستعاذة منهن.

1 / 71