ﷺ: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا» (^١).

وقبض العلم يكون بقبض العلماء، عن عبدالله بن عمرو بن العاص ﵄، قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا؟ فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (^٢).

عن أبي أمامة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه» (^٣). وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ...» (^٤).

ومن العلامات التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس فقد أخبر النبي ﷺ بأن ذلك من أشراط الساعة. ففي الصحيحين عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله

ﷺ: «إن من أشراط الساعة ... - فذكر منها- ويظهر الزنا» (^٥).

ومنها ظهور الربا وانتشاره بين الناس وعدم المبالاة بأكل الحرام ففي الحديث عن ابن مسعود

﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «بين يدي الساعة يظهر الربا» (^٦).

عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ قال: «سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ». قيل ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: «إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر» (^٧).

روى مسلم عن أنس بن مالك ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أشراط الساعة ... -وذكر منها- ويشرب الخمر» (^٨).

ومنها ما رواه ابن ماجه عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله ﷺ: «يشرب ناس من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه» (^٩).

عن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهي الناس في المساجد» (^١٠).

عن أبي هريرة ﵁ أن رسول ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان» (^١١).

جاء في حديث جبريل الطويل قوله ﷺ: «وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها (^١٢)». وفي رواية لمسلم: «إذا ولدت الأمة ربها» (^١٣).

عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال القتل القتل ..» (^١٤).

عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة .... حتى يتقارب الزمان» (^١٥).

(^١) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل (١/ ١٧٨ - مع الفتح)، وصحيح مسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان (١٦/ ٢٢١ - مع شرح النووي).

(^٢) صحيح البخاري، كتاب العلم باب كيف يقبض العلم (١/ ١٩٤ - مع الفتح)، وصحيح مسلم كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن (١٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤ - مع شرح النووي).

(^٣) قال الألباني: رواه أحمد والحاكم وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا. سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، (٤٥١٧٤)، ط. الرابعة، مكتبة المعارف، الرياض، ١٤٠٨ هـ.

(^٤) صحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب جهنم أعاذنا الله منها (١٧/ ١٩٠ - مع شرح النووي).

(^٥) سبق تخريجه ص ٢٥.

(^٦) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح (٤/ ٢١٣). وانظر: السلسلة الصحيحة: ٧/ ١٢٢٦ برقم ٣٤١٥/ ٢.

(^٧) صحيح الجامع الصغير وزيادته، الألباني، (١/ ٦٨٣)، ط. الثانية، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٦ هـ.

(^٨) سبق تخريجه ص ٢٥.

(^٩) صحيح سنن ابن ماجه، كتاب الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها، الألباني (٢/ ٢٤٤)، ط. الثانية، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ١٤٠٨ هـ.

(^١٠) صحيح سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب في بناء المساجد، الألباني (١/ ٩١)، ط. الأولى، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ١٤٠٩ هـ.

(^١١) مسند أحمد (١٦/ ٤٩٩ برقم ١٠٨٥٨) وقال محققوا المسند: إسناده صحيح، والبخاري في الأدب المفرد برقم ٤٤٩.

(^١٢) أي أن الإماء يلدن -من يكونوا أسيادًا ومالكين، فهي كانت مملوكة في الأول، وتلد من يكونوا أسيادًا مالكين. وهو كناية عن تغير الحال بسرعة. انظر شرح النووي على مسلم (١/ ١٥٨)، وشرح الأربعين النووية لابن عثيمين ص ٥٥.

(^١٣) سبق تخريجه ص ٢٦ Error! Bookmark not defined ..

(^١٤) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة (١٨/ ١٣ - مع شرح النووي).

(^١٥) سبق تخريجه ص ٢٦.