249

Bayrut da Lubnan tun shekara dari da rabi

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Nau'ikan

إن الكهنة الذين يحضرون دفن الميت عند الطائفة المارونية كثير عددهم، وهذه الكثرة لا تدل على منزلة الفقيد؛ فالكاهن لا يعطى إلا ما يقارب الأربعين سنتيما، ثم يعطى مثل هذا المبلغ بعد حين إذا ما أقام قداسا وجنازا عن نفس الفقيد.

يحترم الفرنسيون - بلا ريب - أكثر من غيرهم في الجبل. والفضل في هذه المنزلة التي اكتسبوها يعود إلى من سبقهم؛ فهنالك بين الذين أتوا حديثا من يفضلون أن يبرزوا بمظاهر أجنبية عوضا من أن يحافظوا على أخلاقهم الطبيعية الدمثة الحليمة؛ هذه الصفات التي يستعذبها أبناء البلد هنا، لا سيما وأنهم لم يتعودوها في زعمائهم الوقورين بطبيعتهم، والذين لا يبتسمون كما يبتسم الإفرنسي دائما.

لا يضع العرب الخاتم في السبابة أو الإصبع الوسطى أبدا. أما الأصابع الأخرى فيزين كل منها بثلاثة خواتم أو أربعة في أكثر الأحيان، حتى إن الإبهام قد لا تحرم نصيبها من الخواتم.

ولما كانت السبابة إذا أشير بها متدلية تعني التهديد، فإنه يخشى استفزاز الناس وإهانتهم عند المباهاة بالخواتم التي تزينها.

إن الإصبع الوسطى متهمة بقلة النظافة، وهذا ما يحول دون تزيينها.

هوامش

الفصل الثالث والثلاثون

تاريخ الأمير بشير شهاب

كان الجزار سياسيا داهية بقدر ما كان ظالما غدارا، فلم يفته ما تضمر بعض الأسر اللبنانية للبعض الآخر من أحقاد يذكيها التنافس؛ فعمل بلباقته على إنماء تلك الحزازات في نفوسهم. وكان يعرف نيات آل شهاب ومطامعهم السياسية فيتملقهم تارة ويخدعهم طورا، يعللهم ويؤملهم، أميرا بعد أمير، بكرسي الحكم.

ووفقا لهذا المنهج الذي نهجه الجزار كانت تباع خلعة الولاية بالمزاد العلني، وكان الأمير الكبير مضطرا - لأجل المحافظة على كرسيه - إلى أن يقبل بتأدية الثمن الذي كان يتقدم به من الجزار سائر أفراد تلك العائلة، على الرغم من جسامة المبلغ البالغة الحد. كان للخلعة ثمن باهظ لا بد لباشا عكا من أن يقبضه - كل عام - من الزائد الأخير.

Shafi da ba'a sani ba