أجاب: لا أظن أنه يغامر بالظهور في بيروت الآن.
أقبل على الأكل في حماس، وعندما رآني عازفا عنه قال: لا تبتئس، يمكنك أن تتصل به في أوروبا عن طريق زوجته؛ فهي التي تشرف على الدار في غيبته. وتأكد أن ما حدث لن يؤثر على استمراره في العمل، بل ربما ساعده ذلك في الحصول على معونات جديدة، ثم هناك عشرات من الناشرين غيره، هل أحضرت معك نسخة من المخطوطة؟ - أجل، لحسن الحظ. - إذن نصورها ونعرضها على عدد من الناشرين. - لكن هذا سيستغرق وقتا طويلا. - أسبوع على الأكثر.
قلت مستسلما: كنت أفضل التعامل مع عدنان فسمعته طيبة.
قال: لا تكن ساذجا. كلهم مثل بعض.
أكلت قليلا، وتصفحت بقية الجريدة، ثم تطوعت لإعداد القهوة، وأردت أن أنظف مخلفات الإفطار، فأصر أن أترك كل شيء كما هو قائلا: هناك واحدة تأتي مرتين في الأسبوع للتنظيف. واليوم موعدها.
مضيت إلى الغرفة، واستخرجت المظروف الأصفر السميك من حقيبة يدي وحملته إلى الصالة. كان وديع قد انتقل إلى غرفته فلحقت به. وجدته يرتدي ملابسه. ولاحظت أن الدهن غطى أماكن كثيرة من جسده الذي كان ممشوقا في الصغر.
قلت وأنا ألوح بالمظروف: هل يمكن أن نصنع شيئا اليوم؟ - أهذه هي المخطوطة؟ اليوم السبت. والجميع الآن في طريقهم لقضاء الويد إند، لن نتمكن من شيء قبل يوم الإثنين، كل ما نستطيعه هو أن نصورها.
حانت مني نظرة إلى الكومودينو المجاور لفراشه، فلمحت مسدسا فوقه. ورأى اتجاه نظرتي فضحك قائلا: إنه للمنظر فقط؛ فأنا لا أعرف كيف أستخدمه.
أشار إلى النافذة التي استبدل زجاج مصراعها بلوح من الكرتون وقال: هل تتصور أن ثانيتين اثنتين فصلتا بيني وبين الموت؟ كنت أقف هنا مثلما أنا الآن. وخطر لي أن أتكلم في التليفون، فغادرت الغرفة. وعندئذ سمعت صوت الزجاج يتحطم، وشيء يتحرك في الغرفة بعنف ويصطدم بالجدار. وبعد ذلك عثرت على بقايا قذيفة صاروخية.
شاركنا المصعد الذي أقلنا إلى أسفل لبناني أنيق في بزة حريرية بيضاء بلون شعر رأسه الذي صفف بعناية بالغة. وكان برفقة شقراء خمسينية ترتدي بنطلونا أسود ضيقا ينتهي عند ركبتيها، وتشده إلى أعلى حمالات رفيعة كشفت عن كتفيها وصدرها.
Shafi da ba'a sani ba