192

تطلعت إليه حائرا ثم قلت: هل يمكن أن أعرف أين أنا؟

ابتسم وقال: ألم تتبين ذلك بعد؟ أنت هنا في مخابرات الجيش، المكتب الثاني كما يسموننا. - ولماذا؟

رفع حاجبيه مستنكرا: لماذا؟ لأننا أنقذناك من الموت. بحثنا عن خاطفيك وأقنعناهم بالإفراج عنك.

تطلعت إلى لحم وجنتيه الناعم الذي تهدل خارج ياقة قميصه الضيقة.

قلت: شكرا.

قال: أظن أننا نستحق أكثر من كلمة الشكر.

تساءلت: كيف؟ - بأن تلتزم الصراحة والصدق معي. - لكنني لم أكذب عليك؛ فلم أقل لك أي شيء.

ابتسم ابتسامة ذات مغزى وقال: بالضبط. - هل معنى كلامك أني حر؟ - طبعا. - هل يمكنني أن أذهب؟

ألقى بالجواز جانبا وتناول مفكرتي: طبعا. لكن ألا تريد أن تأخذ أوراقك وجوازك؟ ثم هناك بضعة أسئلة صغيرة، أنت حر في أن تجيب عليها أو ترفض ذلك. لكنك إذا أردت حقا أن تعبر عن تقديرك لنا ... - ماذا تريد أن تعرف؟ - نشرب أولا قهوة. كيف تحبها؟ - مضبوطة؟ - مثلي تماما.

تحدث في ديكتافون صغير على مكتبه طالبا قهوة على الطريقة المصرية، وقدم إلي علبة سجائر مارلبورو. لم أكن أطيق مذاقها لكني أخذت واحدة، وتركته يشعلها لي، ثم جذبت نفسا عميقا أشعرني بالدوار.

Shafi da ba'a sani ba