أشعلت سيجارة وأعطيتها لها، ثم أشعلت واحدة لي. ولحظت أن عينيها اغرورقتا بالدموع.
قالت بصوت هامس: اليوم ذكرى وفاة أمي.
انتقلت إلى جوارها وأحطتها بذراع. وأراحت رأسها على كتفي، ثم تطلعت إلى فخذي. ومدت يدها إلى بطني في تردد، ثم نظرت في عيني وسألت: هل؟ - لم يحدث لي شيء. ليست هذه عادتي. - أنا كمان ما باغازل هيك.
نظرت إلى ساعتي من فوق رأسها وقلت: الساعة الآن الثانية عشرة. ويجب أن أخرج. أنت أيضا وإلا سألوا عنك. - أوف. هذه المدينة تضغط على أعصابي. صغيرة صغيرة. لا يستطيع الواحد أن يتحرك فيها بحرية دون أن يراه أحد. نفسي أن نكون معا في باريس. وحدنا. نتشاجر ونتصايح. وننام معا. - العرب هناك في كل خطوة. - صحيح. إذن جنيف. - تعرفينها جيدا؟ - طبعا. زرتها عدة مرات. - وكنت تنزلين في فندق نوجا هيلتون؟
تساءلت بدهشة؟ - كيف عرفت؟ - لأن كل العرب أمثالك ينزلون هناك. - وماذا في هذا؟ - لا شيء سوى أن صاحب الفندق إسرائيلي يتبرع لإسرائيل بمليوني دولار سنويا. وكان في رفقة بيجين عندما زار القاهرة أول مرة. وكان معه في استقبال السادات في بئر سبع العام الماضي.
رفعت حاجبيها في استنكار: وما شأني أنا بكل هذا؟ - صحيح. ما شأنك أنت بكل هذا؟
أضفت بعد لحظة: ثم إني لا أملك نقودا للسفر.
قالت بحماس: أدفعلك.
هززت رأسي: وما أدراك أني أريد أصلا أن أسافر معك؟
دفعتني بيدها في صدري قائلة: ما أتقلك!
Shafi da ba'a sani ba