رحب بنا جاك ليروت وزوجته بحرارة، وجعل يردد بالعربية وهو يضحك: أهلين .. أهلين.
كان متوسط القامة مثل أغلب الفرنسيين، في حوالي الخامسة والثلاثين، تطل من عينيه الباسمتين نظرة ساخرة، ويضحك دائما بلا سبب ظاهر. وكانت زوجته سوداء الشعر مليئة، تبدو أكبر منه في العمر.
تقدمانا إلى غرفة متسعة، تضيئها المصابيح الجانبية. وصافحت مروان، ذا الشارب الكث، وزميله السينمائي، وشابا آخر ذا لحية ثقيلة غطت كل وجهه.
جلست في مقعد وثير ذي مسندين من الخشب المصقول. وخاطبني جاك ضاحكا في عربية سليمة ليس بها أثر للكنة أجنبية: نحن نلتقي دائما بالصدفة.
قلت: آخر مرة كنت تدرس مآذن القاهرة.
ضحك بصوت عال وقال: أنا أدرس الآن اللهجة اللبنانية.
وتحول إلى أنطوانيت متسائلا: كيف حال الفيلم؟
أجابت: منيح، ماشي الحال.
قال غامزا بعينه في اتجاهي، وهو ينحني على طاولة صغيرة صفت فوقها زجاجات الشراب: أكيد؟
ملأ لكل منا كأسا من الجين، ثم تقدم من ستريو كبير يعلوه غطاء من البلاستيك الشفاف وقال: فيروز أم أم كلثوم؟
Shafi da ba'a sani ba