كان قد أغفى قليلا، إلا أنه سرعان ما وضع منظاره على عينيه مستديرا برأسه صوب الفتاة: ماذا؟
أشارت بيدها إلى صدرها: دم.
هب من فوره حافيا إلى أن قارب فراشها منحنيا، بينما اندفعت هي متألمة وعلى جبهتها تقاطعت خيوط العرق النازف.
حاول تهدئتها مطالبا إياها بالاستسلام للاسترخاء للنوم، إلا أنها بدت أكثر عصبية. - نار.
أشارت إلى حيث الأربطة، وحاول هو ملامسة صدرها، حيث امتلأت خياشيمه بروائحهما الجنسية التي يعرفها، يخالطها روائح اليود وصبغاته. - نار.
لم يعرف كيف يتصرف بإزاء الفتاة التي تبدت آلامها في انفعالات وجهها وذراعيها وهي تنشج ألما: نار.
هو يعرف عن الفتاة مدى تحملها ... جلدها، ابتسامتها الضنينة الشاحبة المبددة لكل ألم وتهافت: ماذا جرى؟
أتكون الممرضة تلك المتجهمة، غامضة النظرات، قد تعمدت أو هي أخطأت؟ دفن عينيه أكثر فيما بين تكورات نهدي الفتاة الجنوبية التي من فورها أحاطته بذراعيها، مشددة حصارها حول عنقه ومطلع رأسه جاذبة، كمن تنشد ومضة حماية.
حاول هو مرات أن يخفي عينيه مغمضا عن صدرها المتفجر بالدم، الذي مضت قطراته تأخد لها مجرى، لتعاود الضمادات القطنية رشفها وامتصاصها.
ولما لم يجد له منفذا والفتاة متألمة تغرز أظافرها - المقصوصة - في عنقه وقفاه دون وعي، مد يده في حذر وراح يمررها محاولا الإمساك بطرف الضمادات التي كانت قد تلاصقت حلقاتها من حول الصدر الطافح بفعل الدم النازف المتجلط. - أوه ... أوه.
Shafi da ba'a sani ba