Tsakanin Addini da Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Nau'ikan
79
نستطيع أن نفهم أن لكل منهما حدودا خاصة، وأن العقل محدود القدرة؛ إذ يقف عاجزا أمام بعض الأمور التي تعلم بطريق الوحي وحده.
دور العقل أو النفس الفلسفية كما يقول، هو معرفة الحقيقة التي تنشدها الفلسفة، ومعرفة أسباب الأشياء وعللها، ومهمة الوحي أو النفس النبوية هي الاتصال بالعقل الفعال وتلقي الوحي، وإكمال الفطر الناقصة بوضع السنن والتشريعات، وتعليمنا ما يعجز العقل عن علمه ومعرفته، وهنا يسوق قولا لأفلاطون عن عجز العقل عن فهم ما جاءت به الشرائع، وآخر لأرسطو عن وجوب التسليم لما جاءت به.
80
ومن ثم نفهم أنه يذهب إلى علو مرتبة النبي عن مرتبة الفيلسوف، بل إنه ليؤكد بصراحة أن النفس النبوية أشرف النفوس، وأنه لا يتفق أن توجد إلا في ذوي الفطر الكاملة، كما يؤكد بعد هذا أن النبوة إلهام لا اكتساب.
81
وفي هذا وذاك - أي إن النبوة ليست اكتسابا بالنظر والفكر، وأن النبي أعلى درجة من الفيلسوف - ذهاب صريح من البطليوسي إلى ما يقوله الدين في هذه الناحية، وبذلك يصح ما قاله ابن خاقان فيه، وسبق أن نقلناه عنه من أنه مع بصره بالعلوم القديمة ما خرج بمعرفتها عن الشريعة والسنة.
خلود النفس والبعث
وأخيرا نجد البطليوسي يعنى بذكر جملة من البراهين الفلسفية على بقاء النفس بعد مفارقة الجسد بالموت، وهذا ما لا ينازع فيه أحد من رجال الدين، وهو كما يزعم مذهب سقراط وأفلاطون وأرسطو وسائر زعماء الفلاسفة الإغريق.
82
Shafi da ba'a sani ba