Tsakanin Addini da Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Nau'ikan
الله في الإسلام هو الخالق لكل شيء، الذي لا يوجد شيء إلا بأمره، ولا يدوم إلا بحفظه، والذي يعلم كل شيء كبيرا كان أو صغيرا في أدق تفاصيله، والذي لا واسطة بينه وبين أحد من خلقه.
هذا الإله كما يؤخذ من القرآن
20
لا يمكن أن يتفق مع إله أرسطو، وهو «المحرك الأول» الذي لا يتحرك، ولا مع فكرة «الواحد» كما نعرف من الأفلاطونية الحديثة.
ومن أجل هذا كان هم الفارابي وغيره من فلاسفة الإسلام محاولة التوفيق بين الإله كما جاءت به الفلسفة، وبين الإله كما جاء به القرآن، وإن كان لم يصحبه التوفيق في محاولته كما سنرى فيما بعد.
وليس من عملنا ولا من الممكن هنا أن نأتي بما ذهب إليه أبو نصر في هذه المشكلة؛ ولذلك نكتفي بأن نقول بإيجاز بأنه - مستلهما أرسطو وأفلاطون والأفلاطونية الحديثة - قد انتهى إلى الذهاب إلى أن الله هو الواحد والموجود الضروري من نفسه، والبريء من كل أنحاء النقص، والذي ليس بمادة، وهو مباين بجوهره لكل ما سواه، وليس مركبا بوجه من الوجوه، فهو واحد من كل وجه.
وهو، لأنه ليس بمادة، عقل بالفعل، يعقل ذاته، فالعقل والعاقل والمعقول شيء واحد هو الذات، وكذلك فيما يتصل بالعلم، ذاته علم وعالم ومعلوم، والله هذا؛ لأنه سبب وجود كل موجود، يلزم متى كان له هذا الوجود أن يصدر عنه ضرورة سائر الموجودات بطريق غير مباشر، وذلك على ما هو معروف في نظرية «العقول العشرة».
21
وهكذا رأى الفارابي أنه وفق بين الإله كما جاء في الفلسفة وبين الإله كما جاء في القرآن! كما لم ينس أن ينسب لله كل صفات العظمة والجلال والكمال.
النبوة وما إليها
Shafi da ba'a sani ba