Tsakanin Addini da Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Nau'ikan
وبهذا يمكن إلى حد كبير تعليل ما ذكرناه عنه سابقا عن مترجميه من أنه «قد جمع في بعض تصانيفه بين أصول الشرع وأصول المعقولات»، وهذا ما جعل «دي بور» يرى أنه مع دفاعه عن النبوة كان يحاول التوفيق بينها وبين العقل.
15
على أننا فضلا عما تقدم نأتي بدليل آخر لما نراه من أن الفارابي مسبوق في هذا السبيل، وذلك أن البيهقي ذكر في ترجمة أبي القاسم الحسين بن الفضل الراغب أنه كان من حكماء الإسلام، وأنه هو الذي جمع بين الشريعة والحكمة في تصانيفه، وأن من كلامه: «بين العقل والشرع تظاهر ، ويفتقر أحدهما إلى الآخر.» (1-2) الفارابي
وإذا تركنا الكندي إلى من جاء بعده من فلاسفة المشرق، نجد أننا نسير بخطا أكثر ثباتا واستقرارا، وذلك أن التاريخ حفظ لنا من مؤلفاتهم ما فيه كفاية لتعرف جهودهم في هذه السبيل، نعني سبيل التوفيق بين الدين والفلسفة، مندفعين إلى ذلك ببواعث ليس فيها - على ما نرى - الكثير من خشية تعصب العامة ورجال الدين، ومحاولة اتقاء ما ينجم عادة من مثل هذا التعصب.
لقد عاش أبو نصر الفارابي حياة هادئة وادعة، أولا ببغداد موطن تعلمه ودراسته، ثم انتقل منها إلى حلب، وأميرها سيف الدولة الحمداني المعروف بميله للعلم وتشجيعه للعلماء، والذي عاش فيلسوفنا في كنفه عيشة الزاهد المتصوف الذي لا تغيره رياسة ولا تهمه الدنيا ولا تفتنه أغراضها، وأخيرا مات بدمشق، وقد رحل إليها صحبة أميره عام 339ه/950م.
وإن الذي يرجع إلى ترجمته كما ذكرها ابن خلكان،
16
وابن أبي أصيبعة،
17
وصاعد الأندلسي،
Shafi da ba'a sani ba