Tsakanin Addini da Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Nau'ikan
إن الإرادة إذن، إذا تكلمنا عن الله، لا يصح أن يفهم منها إلا صدور الفعل عنه مقترنا بالعلم.
82
ثم عدم فعل الله الضدين معا، وهو يعلمهما جميعا، دليل على اختياره، أي: على أن له صفة أخرى هي الإرادة.
هكذا يرد ابن رشد على الغزالي ليصل إلى إثبات العلم لله تعالى بذاته وبغيره، على أن لنا أن نلاحظ أنه وهو بسبيل هذا الرد حاول أن يثبت لله الإرادة والاختيار ليجعل هذا أساسا للقول بأن الله يعلم ما يوجد عنه بالإرادة والاختيار كذلك، وجعل وهو يستدل على الإرادة «أن الله يعلم الضدين» أمرا مسلما به مع أنه جانب من المسألة موضوع النزاع!
ومع هذا؛ فقد بقي للغزالي اعتراض آخر، إنه يرى أنه مع التسليم بأن فعل الله على النحو الذي ذهب إليه الفلاسفة يقتضي العلم بما صدر عنه، فإن لنا أن نقول بأنه في رأي الفلاسفة لم يصدر عن الله مباشرة إلا العقل الأول، فيجب ألا يعلم شيئا غيره.
83
وعلى هذا الاعتراض يرد ابن رشد بسهولة ويسر، إنه يرى أن علم الله يسبق المعلوم فهو علة له، وليس كعلم الإنسان الذي هو متأخر عن المعلوم ومعلول عنه، وإذن يكون علم الله في غاية التمام والكمال، كما يكون شاملا لكل ما كان عنه مباشرة أو بطريق غير مباشر.
84
ونحن نرى أن هذا حق وواضح وبخاصة أن كل هذه الكائنات المتوسطة يرجع وجودها لله نفسه. (ب)
وفي هذه الثانية نجد الخطب يسيرا حقا، إن الغزالي يعود إلى ما سبق له قوله من أن الفلاسفة لا يرون أن الله فاعل بالاختيار بل بالطبع، فأي بعد إذن أن يكون الله ذاتا من شأنها أن يصدر عنها المعلول الأول، وهذا يصدر عنه وهكذا، دون أن تشعر بنفسها، كما لا نشعر بالنار التي تكون عنها الحرارة بذاتها، ولا الشمس بما يصدر عنها من حرارة وضياء!
Shafi da ba'a sani ba