Tsakanin Addini da Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Nau'ikan
55
ومع هذا فإن ابن رشد لم يسلم له رأيه حتى الآن، بل عليه أن ينال بالتأويل آيات من القرآن لا تدل بظاهرها لرأيه، وأن يفسر آيات أخرى تشهد لرأيه، مثلا جاء في سورة المدثر: (آية 31):
كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ، وفي سورة السجدة: (آية 13):
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ، إلى آيات أخرى تدل - إذا أخذت حرفيا ومستلقة عن غيرها - على أن الله أراد إضلال بعض خلقه، وهذا يعتبر جورا طبعا.
وهنا نرى ابن رشد لا يعيا بالجواب عن هذه المشكلة، إنه يرى بحق أن هذه الآيات ظاهرها لا يتفق وآيات أخرى تدل على عكس هذا المعنى، مثل قوله تعالى (سورة الزمر: 7):
ولا يرضى لعباده الكفر ؛ إذ من البين بنفسه أنه متى كان الله لا يرضى الكفر لأحد من عباده، فإنه لا يرضى طبعا أن يوقع أحدا في الضلال المؤدي إليه.
56
والنتيجة لهذا وذاك أنه يجب منعا للتعارض بين آيات القرآن تأويل آيات الضرب الأول بما يجعلها تتفق والآيات الأخرى، فهذا هو اللازم عقلا، وما يتفق وعدل الله الشامل العام.
ولكن كيف يؤول هاتين الآيتين اللتين ذكرناهما آنفا؟ إنه يرى في الآية الأولى التي تقول:
كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ، إشارة إلى أن مشيئة الله الأزلية اقتضت أن يكون في بعض الناس خلق مهيئون للضلال بطباعهم وبأسباب أخرى عرضت لهم، لا أن الله تعالى هو الذي يضلهم.
Shafi da ba'a sani ba