Tsakanin Zakin Afirka da Damisar Italiya: Nazari, Tarihi, Halayya da Al'umma kan Matsalar Habasha da Italiya
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Nau'ikan
8
في حين أن استقلال الطليان وجلاء آخر جندي أجنبي من عاصمتهم يرجع إلى ستين عاما.
سوف يسجل التاريخ الإنساني أنه لم يسبق لساسة في العصر الحديث أن يروا نشوب حرب جائرة بمثل هذه السهولة، فهاكم دولة كبرى من ضامنات السلام العام في العالم، وفي الصف الأول بين دول أوروبا المتحضرة، أو التي تقول عن نفسها ذلك، ما برحت في ثنايا ضميرها منذ أعوام تهيئ المعدات العسكرية، وتعد ما استطاعت من قوة وسلاح، ورباط الخيل والطير، فلما وثقت أنها أتمت عدتها، وأكملت استعدادها، أشعلت نار حرب شعواء للغزو في سبيل الفتح والغنيمة، تذكر العالم بغارات القبائل على الممالك الكبرى ذات الحضارة.
ومما زاد هذا الشعور ألما أن الدولة المهاجمة رفيقة لها وزميلة في عصبة الأمم التي تجمع الاثنتين بعهد الشرف.
وفي الحق أن عصبة الأمم لم تقصر في أداء واجبها، فوافق مجلسها المنعقد في جنيف في 7 أكتوبر بإجماع الآراء على تقرير لجنة الثلاثة عشر، ولجنة الستة، وألقت على الدولة الأوروبية المتمدنة مسئولية الحرب الجائرة.
علاقة الحبشة بمصر والإسلام قديما وحديثا
كانت الحبشة تدين بالوثنية كسائر الشعوب الأفريقية، ولكن اتصالها ببني إسرائيل ما أدى إلى انتحالها الدين الموسوي، فلما أذن الله للمسيحية أن تنتشر، ودانت لها الإمبراطورية الرومانية، وانتشرت النصرانية في اليونان والشام ومصر، امتدت من مصر إلى الحبشة. وكانت الحبشة منذ أول أمرها ترمي إلى الفتح، فتغلبت على اليمن، إلى أن غلبهم الفرس في عهد كسرى، فأجلوا عنها وارتدوا إلى حدود بلادهم وراء البحر الأحمر بعد أن ملكوا اليمن خمسة وسبعين عاما.
وكانت الحبشة قبل ظهور الإسلام بخمسين ومائة عام والنجاشي على عرشها في قمة مجدها، تجري بأمرها في البر والبحر تجارة واسعة، ويمخر البحار أسطول لها قوي أخضع لها ما جاور شطوطها من البلاد. وقد خطب أهل بيزنطة ودها وولاءها، واعتبروها ممثلة للسلطة المسيحية في البحر الأحمر، وبأمرهم فتحت الحبشة بلاد اليمن على يد قائد حبشي خلعه أبرهة الأشرم ، المشهور في تاريخ الإسلام بصاحب الفيل؛ لأنه هو الذي قاد حملة الفيل إلى مكة وحاول تدمير الكعبة، فكان ما كان من خبر فشلهم وهلاك جيشهم.
وكان عبيد الله بن جحش من أكابر العرب في السؤدد والنفوذ، وفي التفكير أيضا، فكان في الجاهلية يبغض الوثنية، ويتشكك فيها، ويريد أن يعيش حر الفكر غير مقيد بعبادة الأصنام أو أية عبادة أخرى من قبيلها، وكان هو وثلاثة من صحبه هم: زيد بن عمرو، وعثمان بن الحويرث، وورقة بن نوفل يحقرون الوثنية وينكرونها، ويعتبرون أهلها في ضلال، حتى إن عبيد الله بن جحش انبرى لأصحابه وقال: «تعالوا، والله ما قومكم على شيء، وإنهم لفي ضلال، فما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ومن فوقه يجري دم النحور؟! يا قوم، التمسوا لكم دينا غير هذا الذي أنتم عليه!»
وظل عبيد الله بن جحش فيما هو فيه من الثورة على الوثنية حتى ظهر الإسلام، فكان في مقدمة الذين أسلموا، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة، وقد صحبته في هجرته إلى الحبشة امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وهي أخت معاوية.
Shafi da ba'a sani ba