ومنه قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في {إذا السماء انشقت}، وممن كان يسجد فيها عمر بن الخطاب وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن عمر وأبو هريرة، وبه قال عمر بن عبد العزيز وغير واحد من التابعين، وسفيان الثوري والشافعي وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وأصحاب الرأي. وقالت طائفة: ليس في المفصل سجود، وأنا ذاكر قولهم بعد هذا إن شاء الله.
قال أبو سعيد: معي أن القول في هذا كالقول في سورة (النجم) ولا أعلمه في قول أصحابنا.
ومنه قال أبو بكر: أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم أن السجود في السجدة الأولى من (الحج) ثابتة، وممن ثبت ذلك عنه عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عمر وابن عباس، وروي ذلك عن أبي موسى الأشعري وعبد الله بن عمر وأبي الدرد وأبو عبد الرحمن وورد بن حسن وأبي العالية، وبه قال الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي، وقالت /48/ طائفة: في (الحج) سجدة واحدة، كذلك قال سعيد بن جبير والحسن البصري وإبراهيم النخعي وجابر بن زيد وأصحاب الرأي، وقد اختلف فيها عن ابن عباس.
قال أبو بكر: بالقول الأول أقول.
قال أبو سعيد: معي أنه يخرج في مصحفنا الذي نحن عليه من قراءتنا أن السجدة ثابتة في أول (الحج) وهو قوله: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض} إلى تمام الآية، فهذا معنا سجدة، وثابت السجود لقراءتها في معنى السنة التي ذكرنا، ولا نعلم في ذلك اختلافا.
Shafi 56