الإسلام في الأرض وانتشر في البلاد والعباد وعلت كلمة الله وظهر دينه وانقمع أهل الشرك والفساد، واستبان لذوي الألباب والعلوم من دين الإسلام ما هو مقرر معلوم.
واستجاب لهذه الدعوة من أهل الإسلام عصابة حصل بهم من العز والمنعة ما هو عنوان التوفيق والإصابة فكانوا لطريقته المثلى متبعين وبأقواله وبأفعاله مقتدين لا يزالون معه في إخلاص الدعوة مشمرين، وفي إدحاض الباطل وأهله مجتهدين، وبإيضاح مناهج الشرك معلنين، وفيما يرضى الله مشرعين، ولأهل الدين والحق مكرمين ولأهل الضلال موهنين، وللضلال والفساق مهينين، ولقبح عقائهم لهم مبينين قائمين في ذلك لرب العالمين، ولوجهه الكريم محتسبين وللنجاة مرتجين ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت:٦٩]، فلما أظهر الله هذا الدين شرق به أناس من أهل الشرك والارتياب، وأنكرته قلوب الذين حقت عليهم كلمة العذاب، وقالوا مثل ما قال الأولون ذوو الكفر والإعجاب ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [صّ:٥]، فأخذوا في ردّه
1 / 29