ومضى الولد يقول: جه يزقني ماقدرش علي .. فراح جايب زلطة وحدفني بيها جت ف... ف... ف...
وبدأ الولد ينهنه لولا أن هب فيه أبوه: اكتم يا بن ال«...» إنت بنت؟! اكتم إوعى تتنفس.
وفعلت كلمات الأب فعل السحر.
ورفع الابن وجهه لأول مرة، وحدق في الموجودين بجرأة، وأشار إلى فؤاد وقال: علشان ما .. ماقدرتش علي .. رحت جبت زلطة يا جبان.
وهب فيه الجميع أن يخرس، فلم يخرس، ومضى كالوحش الصغير يهبهب ويعوي: عامللي أسطول .. والله لما تكون انت مليون أسطول .. علشان ماقدرتش علي .. حد حد كان قالك العب! حد حد قالك اعمل أسطول لما انت جبان؟!
وهنا جاءت زغدة «كده وكده» من أبيه فسكت، وعم السكون.
وكان لا بد أن يعم السكون، فإن أحدا لم يكن قد فهم شيئا، ثم إن ما تبادله الولدان زاد الأمر تعقيدا، وأصبح هم كل والد أن يعرف كنه تلك الخناقة بعد أن كان همه أن يعد نفسه للدفاع عن ابنه.
وكان واضحا أنهما لن يستطيعا أن يستخلصا السبب من المتخاصمين، والمجني عليه متحفز، والجاني ينكر، والحقيقة ضائعة بين التحفز والإنكار.
وكان لا بد من التدخل للعثور على الحقيقة، وإبراهيم أفندي الذي لم يرض بتدخل شعبان، بدأ هو الذي يتدخل ويسأل على اعتبار أنه والد الجاني فلن يحابي المجني عليه.
وأطال إبراهيم أفندي رقبته ومد رأسه وقال، كأي وكيل نيابة مدرب، موجها السؤال إلى ابن شعبان: اسمع يا شاطر .. قل لي كنتو بتلعبوا إيه؟
Shafi da ba'a sani ba