260

============================================================

التعجب، وقالوا : ما أخسن زيد (1) اذا ارادوا النفي، وقالوا : ما أخسن زيد؟ اذا أرادوا (2) : اي شيء أحسن منه ؟ فلما رأت العرب هذه المعاني الثلاثة موجودة لهذه الآلفاظ ، ولم يكن في اللفظ ما يفصل معنى عن معنى أدخلوا الاعراب في الاسم الواقع بعد (احسن) وما أشبهه فرفعوا الفاعل، ونصبوا المفعول، وخفضوا المضاف ، فقالوا في النفي : ما أخسن زيد، لأن زيدا هنا فاعل ، وقالوا في التعجب : ما أحسن زيدا، لأن زيدأ هنا مفعول، وقالوا في الاستفهام: ما أحسن زيد؟ لأن زيدا هنا مضاف، ثم اجروا كل فاعل يقع في الكلام مجرى الفاعل هنا، وأجروا كل مفعول يقع في الكلام مجرى المفعول هنا، وأجروا كل مضاف يقع في الكلام مجرى المضاف هنا . ثم لما كان الفاعل عمدة رفعوا كل عمدة بالحمل على الفاعل، ولما كان المفعول فضلة نصبوا كل فضلة بالحمل على هذه الفضلة، وكذلك أجروا ما جاء على طريقة الاضافة وهو كل ما أضيف إضافة غير محضة مجرى الاضافة فخفضوه. وهذه طريقة حسنة وعليها جماعة وسيبويه قدم في الكتاب باب الفاعل على باب المبتدأ (3) ولعل مذهبه مذهب أبي القاسم، وطريقة أبي علي أيضا حسنة، لأن الاعراب إنما يدخل عند التركيب، وحدوث المعاني في الأسماء، والأسماء في التركيب على وجهين : غمدة وفضلة، ففرقت العرب بين العمد والفضلات. فرفعت 39) العمد ونصبت ( الفضلات، وكلاهما عندي مذهب.

قوله: (الفاعل مرفوع أبدأ)(4).

الكلام هنا في فصلين: (1) في الأصل: "زيدأ بالنصب، وجاء على الصواب بعد اسطر: (2) في الأصل : " أردت " والوجه ما أثبت.

(3) انظر باب الفاعل في الكتاب 41/1، وباب الابتداء فيه 126/2.

(4) الجمل ص 23

Shafi 260