Basit Fi Sharh Jumal Zajjaji
Nau'ikan
============================================================
وقال تعالى: إن جاءكم فاسق بتبيأ فتبينوا}(1)، وهو كثير، فلما كان له بهذا مزية على صيغة الأمر بني على الحركة وزال السكون(2)، ليكون له مزية في اللفظ. وهذا من إمساس الألفاظ أشباه المعاني (3) .
فإن قلت : وقد قالوا : آمرته بآن قم، والتقدير: آمرته بالقيام، فهو بمنزلة آمرته بأن يقوم، فقد وقعت صيغة الأمر موقع الفعل المعرب: قلت : إذا قلت : أمرته بأن يقوم، فالمعنى آمرته بالقيام، ولم تذكر ما وقع به الأمر، ولا الفظ الذي فهم منه . واذا قلت : أمرته بأن قم فقد فهم من هذا أن أمرك كان بهذا اللفظ . فلا يصح من هذا الوجه آن يقال قام مقامه لاختلاف المعنيين، وإذا قلت : إن قمت قمت، وإن تقم آقم لم يكن بين اللفظين فرق في المعنى (4) . وخص بالفتح ، لأن الفتح أخف الحركات ، ومتي وجب الانتقال في المبنى الى الحركة فالأولى آن يتقل الى الفتح لما ذكرته، ولا ينتقل الى غيره (6) إلا لموجب.
الفصل الثاني: في لزوم الفتح الماضي: اعلم أن الفعل الماضي مبني على الفتح، لا يزول عنه، إلا في مواضع تتبين في أثناء الكلام .
اعلم آن الفعل الماضي اذا كان اخره يأ، أو واوا قبلها فتحة، فإن العرب تقلبه الفا لتحركه وانفتاح ما قبله. تقول : رمى وغزا، والأصل رمي (1) سورة الحجرات آية 1.
(2) اتظر شرح المفصل لابن يعيش 4/2 - وشرح الجمل لابن بزيزة 1/ ص 26.
(3) هنه العبارة لابن جنى ففي الخصائص 152/2: وباب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني" (4) ذكر ابن الفخار في شرح الجمل ص 25 علة بتاء الماضي على القتح وأورد الاعتراض على تلك العلة بنحو " أمرته بأن قم، ثم ذكر الانقصال عن هذا الاعتراض على النحو الذي ذكره ابن أبي الربيع ثم قال بعد ذكر الانفصال فتأمل ذلك فإنه بديع" (5) في الأصل : " الى غير، 121
Shafi 221