190

============================================================

الثاني: انه جعل هذه الأسماء معربة بالحروف، وإعرابها بالحروف يؤدي الى بقاء الاسم الظاهر على حرف واحد، ولا يؤجد في الاسماء الظاهرة ما هو على حرف واحد، وإن كان مبنيا، فكيف المعرب؟ واتما يوجد على حرف واحد المضمر المتصل نحو: الكاف من ضربك، والياء من غلامي على حسب ما يتبين في المضمر . وأمر ثان (1) : أن هذه الأسماة قبل الإضافة تعرب بالحركات، فكيف تعرب بالحروف بعد الإضافة؟ لا نظير لهذا، لا تجد اسما يتغير إعرابه عند الإضافة عما كان يعرب به قبل الإضافة.

الثالث : أن اخاك من الاسماء المفردات، نحو صاحبك، وغلامك، ولا تجد شيئا من هذا النوع يعرب بالحروف، وانما هذه الأسماء معربة بحركات مقدرة في الحروف، وأن الأصل (أخوك) في الرفع ، و(آخوك) في النصب، و (اخوك) في الخفض، فلو بقي على هذا لانبغى(2) آن تقلب الواو وألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها فتكون من الأسماء المقصورة فيقال: أخاك في الأحوال الثلاثة . وقد قيل ذلك، وان كان قليلا، وعليه جاء (مكره اخاك لا بطل) (3) إلا أن الأكثر عند العرب أن يتبعوا ما قبل الآخر الآخر، فجاء في الرفع بعد الاتباع (أخوك) فاستقلت الضمة على الواو فحذفت فبقي (اخوك)، وجاء في النصب (اخوك) فانقلبت الواو ألفا، لتحركها، وانفتاح ما قبلها، فصار (اخاك)، وجاء في الخفض (1) في الأصل : " ثالث".

(2) في اللسان "بغي: وقولهم يبغي لك أن تفعل كذا فهو من افعال المطاوعة، تقول بغيته فانبغى، كما تقول: كسرته فانكسر. وفي المصباح المتير (بغى) : "وقد عدوا ينبغي من الأفعال التي لا تتصرف فلا يقال : انبغى، وقيل في توجيهه : ان انبغى مطاوع بغى، ولا يستعمل انفعل في المطاوعة إلا اذا كان فيه علاج وانفعال مثل: كرته فانكر، وكما لا يقال: طلبته فانطلب. لا يقال: بغيته فانبغى، لأنه لا علاج فيه، وأجازه بعضهم، وجكي عن الكسائي أنه سمعه من العرب " (3) من أمثال العرب انظر ( الفاخر ص 93، جمهرة الأمثال 213/2، 242 مجمع الأمثال 31812، المتقصي 347/4، وفي هذه المصادر أخوك، فلا شاهد فيه ، وقد جاء المثل بالرواية التي أوردها المؤلف في أمالي السهيلي ص 114 19

Shafi 190