موضوع طبعا فتحصل من ذلك جملة متقومة بالموضوع والعارض.
فكذلك الحد يستدعى تركيبا لمقومات الشيء مخصوصا محاذيا لتركيبها فى الوجود.
أما ما ليس (1) فى مقوماته جنس ولا فصل مثل الجسم الأبيض، فتركيبه المحاذى للوجود هو أن يوضع من أجزائه ما هو الموضوع بالطبع كالجسم ويعرف بمقوماته ثم يخصص ويقيد بلحوق الابيض معرفا بمقوماته فاذا فعل ذلك فقد أعطى حده الحقيقى.
وأما ما مقوماته أجناس وفصول فتأليف حده هو أن يوضع جنسه القريب ويقيد بجميع فصوله كم كانت ولا يقتصر على ذكر بعضها، فاذا فعل ذلك فقد وفيت الدلالة على كمال الماهية.
لأن الجنس القريب يتضمن الدلالة على جميع الذاتيات المشتركة، فاذا عد بعد ذلك الفصول بأسرها التى هى الذاتيات الخاصة فقد استوفيت الدلالة على الماهية بجميع ذاتياتها المشتركة والخاصة، ولا يتصور أن يكون ذاتى الا مشتركا أو خاصا واذا استوفيت الذاتيات بأسرها تمت الماهية.
ثم ان لم يكن للجنس القريب اسم موضوع مطابق له أورد حده بدل اسمه، ثم قرن به فصول هذا النوع المحدود أولا وهذا كما تقول فى حد الحيوان انه جسم ذو نفس حساس متحرك بالارادة.
فاخذنا حد جنسه القريب وهو الجسم ذو النفس لما لم يكن له اسم وقرن به فصول الحيوان الخاصة به وهو الحساس المتحرك بالارادة.
أما ان كان له اسم يطابقه فأتى بحده بدله عمدا أو سهوا لم يستعظم صنيعه بسبب هذا التطويل بعد رعايته واجب الحد من حصر جميع الذاتيات و
Shafi 146