يكون لها بصر، بل أن تكون القوة على الابصار متى شاء صاحبها موجودة.
والمشهور من العدم هو ارتفاع هذا المعنى عن المادة المتهيئة لقبوله فى الوقت الذي من شأنها أن يكون لها مع ارتفاع هذا التهيؤ مثل العمى للبصر، والدرد (1) للأسنان، والصلع للشعر.
فان العمى ليس عدم البصر فحسب، فان الجرو الذي لم يفقح (2) عادم للبصر ولا يقال أعمى بل العمى عدم البصر فى وقت امكانه، وتهيؤ الموضوع له مع ارتفاع التهيؤ فلا يعود البصر البتة فالملكة تستحيل الى العدم، أما العدم فلا يستحيل الى الملكة.
وأما العدم الحقيقى فهو عدم كل معنى وجودى يكون ممكنا للشىء اما بحق جنسه أو نوعه أو شخصه قبل الوقت أو فيه.
أما الذي بحق جنسه فكالأنوثة التى هى عدم الذكورة الممكنة لجنس الحيوان، وكالفردية التى هى عدم الانقسام بمتساويين الممكن لجنس العدد.
وأما الذي بحق النوع فعدم اللحية للمرأة الممكنة لنوع الانسان.
واما الذي بحق الشخص فكالمرد وهو عدم[لا]فى الوقت وكانتثار الشعر بداء الثعلب وهو عدم فى الوقت.
والعدم فى الوقت منه ما يزول كهذا ومنه ما لا يزول كالعمى.
والسكون والظلمة والجهل والشر والفردية كلها أعدام حقيقية فهذه هى أقسام التقابل بحسب المشهور والحقيقة.
والفرق بين هذه الأقسام بحسب الرأيين أن الايجاب والسلب يفارق سائر المتقابلات بأنه فى القول لا فى الوجود وأحدهما صادق لا محالة والآخر كاذب سواء كان الموضوع موجودا أو معدوما.
Shafi 136