تخصه جملتها بالاجماع.
والفاضل منه ما وضع فيه أولا الجنس القريب للشىء ثم قيد بخواصه كلها كقولنا: فى حد الانسان انه «حيوان ضحاك مستعد للعلم مشاء على قدميه عريض الأظفار بادى البشرة» ، واذا لم يوضع فيه الجنس واقتصر على اللوازم والعوارض التى يخصه مجموعها كان رسما ناقصا.
ثم يلزم فيهما جميعا أن تكون هذه اللوازم بينة للشىء، فتعرف الشيء على سبيل انتقال الذهن منها إليه كمن يقول فى رسم المثلث انه الشكل الذي له ثلاث زوايا فقط، لا كمن يقول انه الشكل الذي زواياه الثلاث مساوية لقائمتين.
فان هذا ليس بينا الا للمهندس فهو رسم بالنسبة إليه لا على الاطلاق فى حق الكل، أما غير المهندس ممن لا يعرفه فهو فى حقه خاصة (1) مركبة لا رسم اذ ليس بمعرف وأقل درجات الرسم التعريف.
وهاهنا دقيقة وهى: أن الرسم الذي لم يوضع فيه الجنس القريب اذا كان مؤلفا من خواص بينة ينتقل الذهن منها الى معرفة الشيء اعتد بكونه رسما، فاذا اقتصر على خاصة واحدة وانتقل الذهن منها الى الشيء بسبب كونها بينة له ينبغى أن يكون رسما.
لأن المقصود من الرسم هو التعريف بانتقال الذهن من لازمه الى ملزومه وقد حصل هذا المقصود من لازم واحد، فليسقط اعتبار كونه قولا بل المفرد أيضا رسم اذا قام مقام المؤلف فى التعريف.
واذا جعلنا هذا رسما، فليجعل مجرد الفصل أيضا حدا طالبا للتمييز بالذاتيات وان لم يكن حدا حقيقيا مساويا للمحدود فى المعنى والعموم.
Shafi 150