أستاذية المجد
ولى المجد فى بيت المقدس عدّة تداريس. ومعنى ذلك أَنه كان مدرّسا فى عدّة مدارس، يتقاضى من كل مدرسة نصيبه المخصَّص لدرسه فى الوقف. وهنا تبدأُ أُستاذيَّته، فيأْخذ عنه الناس وممن أَخذ عنه الصلاح الصفَدى المتوفى بدمشق سنة ٧٦٤، وأَخذ هو أَيضًا عن الصلاح. وفى الضوءِ اللامع أَنه بقى فى القُدس عشر سنوات أَى إِلى سنة ٧٦٥هـ. ولكنَّا نراه فى خلال هذه المدّة مرَّة فى القاهرة، كما يأْتى، فلا بدَّ أَنه فى أَثناءِ هذه المدّة كان يرحل إِلى جهات أَخرى، ويعود إِلى القدس.
ولا يقنع المجد بمكانه فى القدس وتداريسه، فيرحل إِلى القاهرة، ويلقى علماءَها، كبهاءِ الدين عبد الله بن عبد الرحمن المشهور بابن عقيل شارح الأَلفيَّة المتوفى سنة ٧٦٩، وجمال الدين عبد الرحيم الإِسنوىّ المتوفَّى سنة ٧٧٢هـ، وابن هشام عبد الله بن يوسف النحوىّ المشهور، المتوفَّى سنة ٧٦١، ونرى من هذا أَنه جاءَ مصر قبل سنة ٧٦٥، فإِذا صحّ أَنه استقرّ فى القدس عشر سنوات منذ سنة ٧٥٥ فإِنه كان يحضر مصر فى رحلات ثم يعود إِلى القدس.
ونرى فى العقد الثمين أَنه قدم مكَّة قبل سنة ٧٦٠. وعلى حسب كلام السبخاوىّ يكون قدومه إِلى مكة من بيت المقدس. ثم يقول: إِنه قدمها بعد ذلك سنة ٧٧٠هـ، وإِنه فى هذه المرة أَقام بها خمس سنين متوالية، أَو ست سنين - يشكُّ الفاسىُّ صاحب الكتاب - ثم رحل
1 / 4