163

Basair Dhawi Tamyiz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Editsa

محمد علي النجار

Mai Buga Littafi

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Inda aka buga

القاهرة

(هو) يذكر فى هذه المواضع إِعلامًا بأَن المبتدأَ مقصور على هذا الخبر (وهذا الخبر) مقصور عليه دون غيره والذى فى آل عمران وقع بعد عشر آيات نزلت فى قصة مريم وعيسى، فاستغنت عن التأكيد بما تقدم من الآيات، والدَّلالة على أَن الله ﷾ ربّه وخالقه لا أَبواه ووالده كما زعمت النصارى. وكذلك فى سورة مريم وقع بعد عشرين آية من قصتها. وليس كذلك ما فى الزخرف فإِنه ابتداء كلام منه فحسن التأكيد بقوله (هو) ليصير المبتدأ مقصورًا على الخبر المذكور فى الآية وهو إِثبات الربوبيَّة ونفى الأُبوّة، تعالى الله عند ذلك علوًّا كبيرًا.
قوله ﴿بِأَنَّا مُسْلِمُوْنَ﴾ فى هذه السورة، وفى المائدة ﴿بِأَنَّنَا مُسْلِمُوْنَ﴾ لأَن ما فى المائدة أَول كلام الحَوَاريين، فجاءَ على الأَصل، وما فى هذه السورة تكرار كلامهم فجاز فيه التخفيف (لأَن التخفيف) فرع والتكرار فرع والفرع بالفرع أَولى.
قوله ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ﴾ وفى البقرة ﴿فَلاَ تَكُونَنَّ﴾ لأَن ما فى هذه السورة جاءَ على الأَصل، ولم يكن فيها ما أَوجب إِدخال نون التأكيد [فى الكلمة؛ بخلاف سورة البقرة فإن فيها فى أَول القصة ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾] بنون التأكيد فأَوجب الازدواجُ إِدخال النون فى الكلمة فيصير التقدير: فلنولِّينَّك قبلة ترضاها فلا تكوننَّ من الممترين.

1 / 164