لن يأتي السبرمان، إلا إذا أرداته المرأة عن تفكير وتدبير.
إن أخطر ما في الإنسان هو ما نجهله إلى الآن فيه؛ ولذلك نحن نبدأ بحذف الناقصين، المعيبين، التافهين، وحرمانهم الأبوة ما دامت هذه العيوب واضحة وليس لها في هؤلاء الأشخاص ما يقابلها من ميزات توازنها وتبرر حقهم في الأبوة.
وعلينا مع ذلك ألا نقع في الخطأ فنقول إن أبناء الزواج الموفق يكونون على الدوام مواطنين صالحين؛ إذ من المرجح أننا يمكننا أن نحصل على نتائج حسنة من التلاقح بين اثنين غير زوجين بل لا يليقان للمعاشرة الزوجية.
وليس هناك - سواء في إنجلترا أو أمريكا - من يستطيع قبول فكرة التلاقح بلا زواج بغية ارتقاء السلالة البشرية وإيجاد سلالة تتجدد جيلا بعد جيل نحو هدف السبرمان، والاعتقاد العام أن غاية الزواج هي إنجاب الأطفال، مع أن هذا ليس هو الواقع؛ لأن الزواج قبل كل شيء معاشرة قد يرافقها إنجاب الأطفال أو لا يرافقها، والأطفال في الزواج، يأتون جزافا بلا أدنى تفكير في تحسين السلالة البشرية.
لا بد إذن من إنجاب السبرمان بطريق آخر غير الزواج.
3
يروي لنا برنارد شو في هذا الفصل قصة «مجتمع أونيدا» الذي أسس في 1848، سنة الثورات التي اشتعلت فيها الأفكار في أوربا وأمريكا.
وزعيم هذا المجتمع هو «ألفريد نويس» من أبناء الولايات المتحدة، وكان قد درس الإنجيل وفهم منه أنه يدعو إلى الشيوعية وأن الإنسان لا يمكنه أن يكون إيثاريا يؤثر على نفسه أو يساوي بينه وبين سائر مجتمعه إلا إذا ألغى الامتلاك الفردي على نحو ما فعل تلاميذ المسيح.
وكان هذا المجتمع يتألف من نحو ثلاثمائة شخص عاشوا معا في أمريكا دون أن يعرف واحد منهم أنه يملك شيئا من عقار أو منقول، وكان ألفريد نويس يزعم أن هذا المجتمع هو «ملكوت الله» الذي ذكره المسيح.
وعاش أفراد أونيدا يعملون وينتجون للمجتمع، وقد ألغوا الزواج وصار التناسل بينهم وفقا للاختيار الحر بين الجنسين.
Shafi da ba'a sani ba