فيفيان (في هدوء) :
لا أجد أنك جدير بأن أفكر فيك، وعندما أفكر في المجتمع الذي يتسامح في وجودك، وفي القوانين التي تحميك، وفي الفتيات التسع أو العشر اللائي يؤدي عجزهن إلى الوقوع بين يديك أو بين يدي أمي، هذه المرأة التي يتعفن اسمها مع الذي يمولها ...
كروفتس (في غيظ) :
لعنة الله عليك. (وينتقم كروفتس منها بأن يقول لها قبل أن يغادرها):
سأقول لك شيئا قبل أن أذهب، ولعلك تهتمين بهذا الشيء ما دمت تغرمين به كما يغرم بك، إن المستر فرنك هو أخوك، أو هو نصف أخ من الأب القسيس جاردنر، هو أخوك يا فيفيان. (ويخرج) .
ولم يعد في الدرامة سوى اللمسات الأخيرة؛ فإن الحب الذي كان بين فيفيان وفرانك، وكان على وشك أن يؤدي إلى الزواج قد انتهى أمره وأصبحا صديقين بعد أن كانا محبين. وتنتهي فيفيان إلى مقاطعة أمها وإلى السفر إلى لندن حيث تعمل بكد ذهنها وعرق جبينها لأن تعيش مستقلة.
والقارئ هنا يحس مضضا من هذه الدرامة التي يحاول فيها المؤلف أن يقنعنا بأن الفساد المختفي في المجتمع لا يجد من يفشيه بل يجد الاحترام، أليس كروفتس قد حاز على لقب سير؟ وأليس هو على حق بأنه ليس هناك من يسأله: من أين جمعت أموالك؟ وأليست المسز وارينز محترمة مرفهة مترفة؟ وأنها لولا ما جمعته من البغايا لما استطاعت تربية ابنتها في جامعة؟ بل أليس من الحق أيضا أن أصحاب الحانات والمتاجر الأخرى يستخدمن الفتيات الوسيمات لجلب الزبائن؟
وما سبب هذا الفساد كله؟ ما الذي يغري عليه؟ السبب هو: الفقر. ثم الفقر. ثم الفقر.
التربية مهمة العمر
المفكر العظيم هو الذي يبقى طيلة عمره طالبا يدرس ويواصل الجديد في الثقافة ويلم بالكشوف الجديدة في العلم؛ ولذلك ليس هناك مفكر لا تشغله مشكلة التربية؛ كيف يربي نفسه؟ وماذا يختار؟ وما هي الثقافة الأصلية التي يحتاج إليها في حياته وينضج بها ذهنه؟ وما هو الفرق بين التعليم والتربية؟
Shafi da ba'a sani ba