وكان حقك أوفى
ولم يكن كل ذا في
سفر المحبة حرفا
فدتك نفس محب
بالحب يشقى ويشفى - يا للسعادة يا للفرح! أتقول ... أتنطق صدقا؟! - متى شئت أقمت على القول دليل الفعل. - شرحت صدري وأذهبت عني الغم. - أسألك في مقابلة ذلك نعمة واحدة. - قل ما تريد، فإني لا أخالف لك أمرا. - لا تظلمي «ماري»، ولا تكوني في ريب من كمال فضيلتها وكرم خلقها. - أمنت، وصدقت. - ثم لا تسمعي فيها قول الأعداء، ولا تثقي إلا بما أقوله أنا. - السمع والطاعة.
فجثا «ڤكتور» لديها خاضعا خضوع الحب، فأمرت يدها البيضاء بين عقد شعره الأسود وهي بين الغم والابتسام، فجعل ينظر إليها نظر الواله ثملا بخمر السعادة والحب، وبينما هما على هذه الحالة فتح باب السر فجأة، ودخلت عليهما «ماري» صفراء راجفة خوفا، فوقفت بالقرب منهما إلى جانب المركيزة الحسناء ولم تنطق ببنت شفة، فقال لها «ڤكتور» منتهرا: ماذا تريدين؟ - ستعلم ذلك عما قليل، أما الآن فانشدكما الله إلا ما تجلدتما وأخفيتما هذا الاضطراب، فالرقيب قريب.
وما كادت تفرغ من هذا الكلام حتى سمعوا من وراء الباب ضجة وصوت رجل يروم الدخول ويمنعه الخادم عنه، فيقول مجهرا: أقول لك إنه ههنا ولا بد لي من الدخول.
فصاحت المركيزة: ويلاه ويلاه! هذا صوت زوجي. فقالت لها «ماري» بصوت المحسن المترفع: لا بأس عليك يا سيدتي، فإني أضمن لك السلامة، وما عليك إلا إظهار الجلد وإخفاء علائم الخوف.
ثم تقدمت نحو الباب ففتحته، ورأت المركيز «ڤلمورين»، فقالت: أهلا ومرحبا، تفضل بالدخول، فهو محظور ولكن على غيرك، وقد جعلنا غرفة زوجي ديوان تفصيل وأزياء، وما نحرمك دخول هذا الديوان. - فرجع المركيز على عقبيه وتغمغم معتذرا بما تيسر من القول، فبدت له زوجته من وراء «ماري» وبدرته بقولها: نعم، لا بد من دخولك، فنحن في حاجة إلى رأيك، قد كنا نروم إدهاشك، فأتيت ولم يبق من سبيل لإخفاء الأمر عنك.
وقال «ڤكتور» مثل هذا القول تأكيدا له وإلحاحا على المركيز بالدخول، ثم قالت «ماري»: وموضوع نظرنا يا سيدي اختيار زي لملبسنا في مرقص الدوكة، فقد عن لي ولمدام «ڤلمورين» أن نكون في ذلك المرقص بزي غريب تحار فيه الألباب، فأتينا غرفة «ڤكتور» نشاوره في الأمر، ولا نكتمك أنه لم يحسن استقبالنا؛ لأنه كان منقطعا إلى شغله، وكان قد أمر الخادم ألا يأذن لأحد في الدخول عليه. إذن كان مجيء المركيزة بقصد زيارتك. - لا ريب في ذلك، وقد واعدتني بالزيارة أول أمس في سفارة إيطاليا. - وكيف لم تخبريني بذلك أيتها العزيزة؟ - وما الموجب لإخبارك يا سيدي، لا جرم صار مثلك مثل الزوج الغيور. - ما أراد المركيز إلا المفاكهة، فهو أرشد من أن تتولاه الغيرة على محصنة مثلك. - صدقت سيدتي، فما أردت إلا المزاح. - فلنعد إذن إلى ما كنا فيه، قلت يا «ڤكتور» إن ثوب الراعية مموها بالبياض يليق بمدام «ڤلمورين»، وأنا أرى أن زي راهبة من راهبات باخوس
Shafi da ba'a sani ba