وقال سعدون مستجيبا لتظرف هارون: إذن قضي الأمر، تكلمي يا ستي.
وقالت وفية على استحياء: يعني يا هارون بك تأخذ أرض زوجي وتترك أرضي؟ - والله أحببت أن أجرب الأمر في أرض سعدون بك أولا. - ولماذا لا تجرب في أرضنا معا. - أنا أعرف أن عطا الله أفندي والحاج وافي يزرعان الأرض ويقدمان ريعها كاملا إليك. - الحقيقة أنا لا أشكو منهما شيئا فكلاهما رجل أمين، ولكنهما يزرعان الأرض زراعة تقليدية، وطبعا كثر خيرهما فهما لا يكسبان مني شيئا، إنما شعورهما أنهما ليسا مالكين ولا حتى مستأجرين يجعلهما خائفين من التعامل مع الأرض. - أنا أعرف أن الأرض ليست مؤجرة. - هذا صحيح، إنها ليست مؤجرة. - لا تنسي يا هانم أن عطا الله أفندي والحاج وافي مع ما هو مشهور عنهما من أمانة، يكسبان من الأرض مكسبا كبيرا. - أترى ذلك؟ - يكسبان الوجاهة، وشعور الناس بالحاجة إليهما. - والله، جايز. - بل مؤكد، وأظنك تأخذين من كل منهما ألفا وخمسمائة جنيه كل عام.
قال سعدون: حتى هذه تعرفها؟
وقالت وفية: فعلا.
قال هارون: أيرضيك أن أدفع إليك في الأرض كلها أربعة آلاف جنيه؟ - على بركة الله. - وسأوقع العقدين مع عطا الله أفندي والحاج وافي. - وهو كذلك، ونحن سنبلغهما أن يسلماها إليك. - على بركة الله.
الفصل الرابع
جلس هارون إلى والده وأمه وهما يشربان قهوة الصباح، وقال الحاج حامد: هيه يا هارون، ماذا تنوي أن تزرع أرض سعدون وزوجته؟ - والله يا أبي لم أقرر بعد. أبحث في فكرة زراعة موالح. - ربنا يوفقك يا ابني. - المهم أريد أن أقول لكما شيئا أعتقد أنكما ستفرحان له.
وقال أبوه: هيه هل آن الأوان؟
وقالت الأم في فرحة: أخيرا نويت؟
وضحك هارون مقهقها وهو يقول: وهل قلت شيئا؟
Shafi da ba'a sani ba