============================================================
-18 فان فرغت من هذا العلم النافع وأصلحت نفسك ظاهرا وباطنا ، فلا بأس باشتغالك بعلم المذهب فى الفقه ، لتعرف الفروع النادرة فى العبادات ، وطريق التوسط بين الخلق فى الخصومات ، وسائر الأحكام والمعاملات، فكل ذلك من فروض الكفايات، ومن ذلك أيضا الطب والحساب المحتاج اليه لقسمة المواريث ونحوها، ومعرفة أصول الفقه والنحو واللغة والتصريف ، وأسماء الرواة والجرح والتعديل، واختلاف العلماء واتفاقهم قال الغزالى رحمه الله : وكما أن الشرعيات تفضل غيرها من العلوم، فالعلم الذى يتعلق يحقائق الشرعيات يفضل ويزيد على الاحكام الظاهرات ، فالفقيه يحكم على الظاهر بالصحة والفساد ، ورواة العلم الذى يتعرف به كون العبادة مقبولة أو مردودة ونحو ذلك من علوم أهل الباطن والمكاشفات (فصل) واعلم أنه لا يتم لعالم عله حتى يكون عاملا بمقتضاه ، معرضا عن حب دنياه ، هاربا عما يصده عن الله ، إلا مالا بد منه أن يتولاه قال "لا يكون العالم عالما حتى يكون بالعلم عملا" وقال ه "إنما العالم من عمل بلهه وقال مللت دمن ازداد عطما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا" وقال داللحاء رجلان ،رجل عالم أخذ بعلمه فهذا ناج ، ورجل تارك لعلمه فهذا هالك ، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لطحه" وقال الفضيل رحمه الله : إذا كان العالم راغبا فى الدنيا حريصا عليها قان مجالسته تزيد الجاهل جهلا ، والفاجر فجورا . وقال الغزالى رحمه الله : والناس فى طلب العلم على ثلاثة أحوال ، رجل طلب إلى الهداية ليتخذه زادا إلى المعاد ولم يقصد به إلا وجه الله تعالى فهو من الفائزين ، وهو الذى اثنى عليه سيد المرسلين بقوله "الفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد" وهو الذى يستغفر له من فى السماوات والأرض، حتى الحيتن فى البحر، كماوردفى الحديث ، ورجل طلبه ليستعين به على حياته العاجلة وينال به المز والمال، وهو مع ذلك مستشعر
Shafi 183