Barahin Islamiyya
البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية
Mai Buga Littafi
مكتبة الهداية
Lambar Fassara
الأولى ١٤١٠هـ
Shekarar Bugawa
١٩٨٩م
Nau'ikan
Aƙida da Mazhabobi
إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (١)، وهو أعم من أن يكون بواسطة أو بغيرها فكلام البيضاوي مردود، والمعروف في حد الكرامة أنها خرق الله العادة لوليه من غير ادعاء التحدي كما في قصة عمر وقصة آصف وقصة مريم وكما يذكر عن أبي إدريس الخولاني وعن أبي العلاء الحضرمي وأمثالهم (٢)
_________
(١) سورة القصص: رقم الآية ٧.
(٢) سبق أن ذكرنا الكرامة التي أكرم الله بها مريم أما قصة آصف فذكرها الله ﷾ في سورة النمل حيث أن الباري ﷾ أخبر عن قول نبي الله سليمان بقوله: ﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ (النمل:٣٩) وروي أن سليمان قال أريد أسرع من ذلك لأن المقام كما ذكره المفسرون من زمن جلوسه للحكم والقضاء من الصباح إلى أن يقوم من مجلس الحكم ويقدر ذلك بخمس ساعات ولما طلب سليمان أعجل من ذلك قال الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، يريد إذا أغمض عينيه قبل أن يفتحهما فسأل الله بأسائه الحسنى وصفاته العلى أن يحقق طلبه فحقق الله له ذلك كما دل على ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا ٌ رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ (النمل:٤٠) وهذه هي كرامته التي أكرمه الله بها.
وأما قصة أبي مسلم الخولاني فهي ما أجرى الله عليه من خارق العادة حيث أن الله نجاه من النار لما ألقاه الأسود العنسي فيها وجعل عليه النار بردا وسلاما وكمشيه على البحر وغير ذلك مما أكرمه الله به، وأما قصة العلاء بن الحضرمي فإنه لما ذهب إلى البحرين سلكوا مفازة وعطشوا عطشا شديدا حتى خافوا الهلاك فنزل فصلى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا عظيم أسقنا فجاءت سحابة فأمطرت حتى ملأوا الأواني وسقوا الركاب ثم انطلق إلى خليج من البحر ما خيض قبل ذلك اليوم فلم يجدوا سفنا فصلى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجزنا ثم أخذ بعنان فرسه فقال: (جوزوا باسم الله)، قال أبو هريرة ﵁: فمشينا على الماء فوالله ما ابتل لنا قدم ولا خف ولا حافر، وكان الجيش أربعة آلاف.
وأما قصة عمر ﵁ فإنه بينما هو ذات يوم يخطب المسلمين على المنبر كشف الله له جيش سارية وقد كاد العدو ينال منه ويلحق به الهزيمة غرة من وراء الجبل فنادى عمر ﵁ وقد قطع الخطبة يا سارية الجبل تحذيرا له من العدو ومكرهم من وراء الجبل فسمع سارية صوته مع بعد المسافة لأن عمر بالمدينة والجيش بنهاوند، ولا شك أن هذه كرامة أكرم الله بها عمر وسارية وجيشه حيث أراه الله ما لم تجر العادة برؤيته في مثل تلك المسافة البعيدة وأنطقه الله بما فيه النجدة لهذا الجيش الإسلامي من كيد أعدائهم الذين كادوا=
1 / 82