14

Barahin Islamiyya

البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية

Mai Buga Littafi

مكتبة الهداية

Lambar Fassara

الأولى ١٤١٠هـ

Shekarar Bugawa

١٩٨٩م

وتعويض مكتبات المسلمين التي أتلفتها الأيدي الآثمة الفاجرة بما جادت به قرائحهم من تأليف ما يقرب ذلك المتلف من العلوم النافعة إلا أنهم لم يضعوا قواعد متبعة توحد مسالكهم في تحقيق المخطوط ونشر التراث مثل هؤلاء المستشرقين مما دعا بعض علماء المسلمين إلى الاعتراف بفضلهم وتنويه شأنهم. وممن نوهوا -شأنهم في هذا الجانب- من العلماء المفكرين الذين ألفوا الكتب النافعة في قواعد تحقيق المخطوطات الدكتور صلاح الدين المنجد حيث قال (١): اهتم العرب في ربع القرن الماضي بنشر تراثهم القديم وتحقيقه، وكان المستشرقون قد سبقوا إلى نشر هذا التراث منذ أكثر من مئة عام فنشروه متبعين نهجا علميا دقيقا مع ضعف فريق منهم باللغة العربية أو اطلاع آخرين منهم عليها. وشاء العرب أن يحذو حذوهم في تحقيق النصوص، فنجح أناس أوتوا العلم والمنهج العلمي، وأخفق آخرون أعوزهم المنهج العلمي الذي ينبغي اتباعه في النشر وحاول هؤلاء ستر نقصهم هذا بالغض مما نشره المستشرقون واتخذوه هزؤا ثم زاد الاستخفاف مما نشر المستشرقون وبالمنهج الذي اتبعوه عن جهل بالمنهج العلمي وعصبية ضده ورأينا كل ناشر ينهج في نشره منهجا ويزعم أنه ابتدع طريقة، ومن الإنصاف أن نقرر أن المستشرقين كان لهم فضل السبق في نشر تراثنا العربي منذ القرن الماضي وأنهم أول من نبهنا إلى كتبنا ونوادر مخطوطاتنا وأنهم وضعوا بين أيدينا نصوصا لولاهم لم نعرفها نضرب على ذلك مثالا، ففي سنة ١٨٦٦م نشر وستنفلد (معجم البلدان) لياقوت وفي سنة ١٨١٩ نشر فريتاغ (المنتخب) من تاريخ حلب لابن النديم. وقال الدكتور صالح المنجد: وكان على ناشري النصوص من العرب

(١) أنظر كتابة قواعد تحقيق المخطوطات ص ٧ الطبعة الرابعة بيروت.

1 / 19