فضحك محرجا وقال: أنت أدرى يا بابا.
هز الرجل رأسه وقال: طالما أفهمت الجميع أنني لا أملك إلا جدران هذه الفيلا!
فتساءل برجاء: ولو على سبيل القرض؟
فقال سليمان بهجت بأسى: ليس لدي إلا الحزن والأسف.
وتدخلت زاهية في الحديث قائلة: يا باشمهندس، أنتم أغنياء ولست في حاجة إلى قرض.
فتحول إليها كارها ومتسائلا: أفندم؟ - هل لديك فكرة عن ثمن بيتكم القديم بحلوان؟
لم ينبس، فقالت: ألف شركة أجنبية مستعدة أن تشتريه بمليون، سامعني؟!
ثم وهي تضحك: أرأيت أنكم من أصحاب الملايين؟! .. أنا مستعدة أن أبيعه لكم في يوم!
وغادر أمين فيلا المعادي خائب المسعى ولكن الملايين تتطاير من خياله معيدة خلق الدنيا من جديد. أجل إن البيت ملك جدته، وهي نفسها تعيش بمعاش لا جدوى منه في هذا الزمن. البيع يغنيها ويغني أولادها وأحفادها. وحتى متى ينتظر أبناؤها؟! كوثر ومحمد ومنيرة يدنون من الستين ويعانون حياة متقشفة. جدته في الثمانين، وهو يحبها، أو لا يكرهها، وصحتها أحسن من صحة كوثر ومنيرة أمه، وثمة حل متاح يعد الجميع بالسعادة. وهو خير على أي حال من رصد موتها باعتباره مفتاح الفرج للجميع. وبشر بفكرته لدى أمه وخاله محمد وابن خاله شفيق وبنت خاله سهام. قال: وتنزل لكل مستحق عن حقه فتعفى التركة من الضرائب ويبقى لها ما يجعلها من الأغنياء إلى آخر العمر.
وطابت الفكرة لمن يغالبون وحش الغلاء. وقد خطرت لمنيرة كما خطرت لمحمد من قبل ولكنهما أشفقا من إعلانها رحمة بأمهما، عاشقة البيت، والحالمة أبدا بإعادة الشباب إليه. وما الضرورة في تكدير صفو امرأة محبوبة، في الثمانين من عمرها؟! ولكنهما غلبا على أمرهما إزاء حماس الأبناء المرهقين بالأزمة، وقال محمد: ليكن في علمكم بأننا - أنا ومنيرة - لن نكون البادئين بفتح الموضوع.
Shafi da ba'a sani ba