شعر محمد بثقل المهمة، وأبلغ منيرة أولا ثم اتفقا على الذهاب معا إلى حلوان. وجدا كوثر على حال شديدة من القلق، بخلاف سنية التي بدت رصينة جامدة، حتى قال محمد لنفسه: «لعلها رأت حلما منذرا». وسبقته منيرة فقالت لكوثر: الحرب انتهت، ورشاد نجا والحمد لله ...
فهتفت وهي تنظر نحوهما بارتياب: حقا؟!
فألقى محمد بنفسه في الاعتراف قائلا: تعرض لإصابة، إنه بطل، ولكنه نجا ...
فهتفت: قلبي لا يكذب.
فقال: أجريت له جراحة ناجحة!
حلت بالبيت الحقيقة والحزن. واستقبلت القلوب أسى دائما ولكنه مبطن بالحمد. وامتزج الدمع بالفرح عندما رجع رشاد إلى البيت محمولا. أجلس من أول يوم على كرسي طبي ذي عجلتين ولكنه أبدى روحا عالية. لم يكن الأمر محض تمثيل ولكنه - أيضا - الشعور بالنجاة من هلاك محقق كان مصير رهط من أقرانه طالت به عشرتهم في الكلية والخندق والحرب. وقلب عينيه الجميلتين في الوجوه المحدقة به. سنية .. كوثر .. منيرة .. محمد .. شفيق .. سهام .. أمين .. علي .. سليمان بهجت، وقال ضاحكا: ها قد اجتمعتم مرة أخرى!
وأشار إلى أمه قائلا: هذه السيدة لا تريد أن تحمد الله!
ونظر إلى سهام وقال وهو يضحك من جديد: نجوت من مصير لا يسر!
فاحمر وجهها الجميل حرجا وقالت: إني فخور بك.
فقال بحرارة: لتكن آخر الحروب!
Shafi da ba'a sani ba