Balaga Na Zamani da Larabci
البلاغة العصرية واللغة العربية
Nau'ikan
كان فن البلاغة العربية - ولا يزال إلى الآن - فن التعبير عن العاطفة والانفعال، ونحن لا نفكر حين ننفعل أو نستسلم للعاطفة أو التفكير الحسن؛ ولذلك فإن هذا الفن لا يخدم التفكير العلمي والفلسفي. (3)
المجتمع الحسن: هو الذي يقوم على العقل وحل المشكلات بالمنطق، فنحن في حاجة إلى بلاغة جديدة تؤدي إلى دقة الفهم العلمي؛ لإيجاد مجتمع علمي، بلاغة تميز بين الكلمة الذاتية وبين الكلمة الموضوعية. (4)
اللغة: هي تراث قديم تحمل كلماتها معاني الحياة الذاتية «الحياة من الحيا والروح من الريح»، أو تحمل معاني السحر «علا نجمه وأفل نجمه»، بل هي حافلة بأحافير ورواسب يجب أن نتوقى استعمالها إذا شئنا التفكير السديد. (5)
كان المجتمع العربي القديم يستند إلى العقائد والتقاليد، وكان مجتمعا حربيا يحتاج إلى لغة العواطف والانفعالات التي تحرك الإرادة؛ ولذلك أصبحت بلاغته كذلك، وهي لهذا السبب صغيرة القيمة في خدمة مجتمعنا الذي نحاول أن نجعله يسير على مبادئ المنطق والعقل والعلم. (6)
داء الأدب واللغة عندنا هو الكلاسية؛ أي التليدية، وهي تؤدي عندنا إلى محاولة استرداد الأمس بالتعبير والتفكير. (7)
المبالغة في هذه الكلاسية؛ تؤدي إلى تحجر اللغة كأنها لغة الكهنة في المعابد؛ فتقطع الصلة بينها وبين المجتمع. (8)
في لغتنا كلمات تحمل شحنات عاطفية سيئة؛ تؤدي إلى ارتكاب الجرائم «الدم والعرض» في الصعيد أو إلى كراهة بعضنا بعضا (كافر نجس) والكلمات الجنسية التي تؤدي إلى خيالات الحشاشين، وعلينا أن نقي عقولنا من هذه الكلمات. (9)
للكلمة إيحاء اجتماعي للخير أو الشر، فيجب أن نستغل اللغة؛ للتوجيه الحسن للأمة والفرد والبلاغة القديمة بلاغة العاطفة والانفعال مفيدة هنا للتوجيه الاجتماعي الحسن، ولكن مع الحذر العظيم من الدعاية السيئة. (10)
لن نستطيع الانتفاع بذكائنا؛ إلا إذا كانت اللغة ذكية أيضا؛ أي تؤدي المعاني الدقيقة في العلوم والفلسفات، ومن هنا ضرورة العناية بتمحيص المعاني حتى نمنع الالتباس؛ ولهذا تجب مقاطعة المترادفات والمتشابهات، مثل: (بلدة للمدينة وبلد للقطر). (11)
الكلمات الحسنة في اللغة الحسنة تبني الأخلاق حتى ليصح أن تعد الكلمة شعارا ننضوي إليه، كما لو كان راية في جهاد، وعندنا من كلمات المروءة والشهامة والبر والحرية وأمثالها ما نبني به المجتمع الحسن. (12)
Shafi da ba'a sani ba