Balaga Na Zamani da Larabci
البلاغة العصرية واللغة العربية
Nau'ikan
Amusing, Awful, Artificial
فسر المهندس غاية السرور. ولكن هذه الكلمات قد انتقلت في عصرنا من معنى الاستحسان إلى معنى الاستقباح والاستهجان، والاستهزاء.
وهذا هو التطور وهذا هو الرقي؛ فإن اللغة الحية التي يستخدمها مجتمع حي يجب أن تتطور، ومحاولة تجميد اللغة والتزام عباراتها القديمة وكراهة إيجاد الكلمات الجديدة؛ إنما تعني: تجميد الأذهان وعرقلتها في التفكير الناجع.
حين كنت أحرر في إحدى الجرائد كان بها شيخ مصحح يشرف على اللغة ويمنع تسرب الأخطاء، وكان رجلا طيب القلب جامد الذهن، فكان يعارض في كلمة «ماهية» الموظف ويضرب عليها، ويضع بدلا منها «مرتبا»، أو «أجرا» فكان المخبر الذي كتب الخبر يرى عقب طبع الجريدة أن وكيل الوزارة أو رئيس القلم قد زيد «أجره» فيهرول إلى الشيخ ويصرخ ويهيج، ولكن الشيخ يصر على أن كلمة «ماهية» لم ترد قط في المعاجم بمعنى «أجر» ولا عبرة باصطلاح الحكومة على المعنى الجديد لها.
وهذا هو النظر الجامد للغة ولو أن كتاب العرب القدماء كانوا قد التزموا هذا الجمود لقصرت اللغة في التعبير، ولكن في اللغة العربية أكثر من ثلاثة آلاف كلمة رومانية وإغريقية، وفارسية وهذا زيادة على المعاني الجديدة التي ألحقت بالكلمات القديمة؛ فتخصصت الكلمة لمعنى معين بعد أن كانت عامة، وهذا هو ما نفعل نحن الآن فقد خصصنا:
الدستور للنظام الأساسي للدولة.
والصحيفة للجريدة، أو المجلة.
والغارة لهجوم الطائرات.
والعلم للمعارف التي يمكن امتحانها بالتجربة أو ما يساويها في التحقيق.
والإذاعة لما يصدر عن المحطات الإشعاعية.
Shafi da ba'a sani ba