Bakaiyyat
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
Nau'ikan
أصيح: شبح يستنجد بالأشباح!
يدمدم غاضبا: هل تجلد حتى الأرواح؟
هتفت محاولا أن أهدئه: إني منكم، أهرب منكم وإليكم.
سأل في ضيق: ماذا تطلب؟ لم تنشلنا من بحر النوم؟ تصرخ وتثرثر وتهيل علينا اللوم؟ لا تزعجنا، أرجوك ولا تتبختر بين عمالقة العالم كالقزم!
قلت أكثر عن ذنوبي: لفظتني الأبواب، فجئت إليكم أتمسح بالأعتاب، نبذتني المدن الحجرية لا جيران ولا أحباب. قالوا ليس لديه هوية، لا اسم ولا عنوان ولا ألقاب.
قال: ومتى تعلم أن الفكر غريب يخطو بين الأغراب؟ يحيا في زمن لا يتقيد بزمان، يسكن بين الناس، ولكن لا يتقيد بمكان، يرسم وجه زمان لم يولد بعد، يهدي ويحرر من أسر المهد وسجن اللحد، يتلمس خلف رداء الحاضر نبض الأبد الممتد.
قلت فرحا: أرأيت؟ أنا أيضا أسمع هذا النبض، وأنظر في هذا البعد، ونهاية كل الأشياء أراها خلف بدايتها، فأرى العظم وراء اللحم، والكفن الأبيض في ثوب العرس. أنا أيضا رحت أحدق في عين الموت وأتحداه، يأتي أو لا يأتي لم أخشاه. حاولت ...
قال متذمرا وهو يتثاءب: ماذا حاولت؟
قلت مندفعا لأسرق انتباهه: حاولت على قدر الجهد، أن أبعثكم أحياء، وأذوب نفسي فيكم، أعجنكم بدماء القلب.
تحرك حجر آخر. مد ذراعيه إلى الأمام والوراء، ووضع يده على فمه؛ ليمنع تثاؤبه أو ضحكته العالية. قال بسخرية مرة: حاولت، وحاولت. لم تحيا أبدا في الوهم؟ لم تقفز من قمة حلم لتغوص بهوة حلم؟ عش يومك يا ولدي.
Shafi da ba'a sani ba