127

Bakaiyyat

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

Nau'ikan

لست أدري يا سيدي، ولكني في الحقيقة أخشى أن يكون كذلك.

بولونيوس :

لا زلت لا تدرين، ولكنك تخشين عليه وتشفقين أكان الأمر في حاجة إلى معرفة أو دليل؟ ألم يكن الصمت والذهول لسان حاله الوحيد؟ يسألك أبوك عما قاله لك فتجيبين.

أوفيليا :

أخذني من معصمي، وضغطه ضغطا شديدا، ثم ارتد عني إلى الخلف طول ذراع، رافعا يده الأخرى مفتوحة فوق حاجبيه، وراح يحدق في وجهي بإمعان، حتى لكأنه يريد أن يصورني. ومكث طويلا على هذه الحال، ثم هز ذراعي برفق ورفع رأسه وخفضه ثلاث مرات، وأرسل زفرة عميقة خلتها قد هزت كيانه وذهبت بروحه، ثم خلى سبيلي، وصار عني ورأسه ملتفت إلي، واستمر في السير كأنه بغير حاجة إلى عينين تنيران له الطريق، وخرج من الباب دون عون منهما، وبصره معلق بي ضياؤه حتى اختفى.

بولونيوس :

تعالي معي. سأذهب إلى الملك.

هذا هو جنون الحب بعينه.

وتظنين به الجنون وتصدقين. بل تحاولين مساعدته بكل سبيل على الرغم مما أوصاك به أبوك، وما كان لك إلا أن تطيعيه. ويأخذك معه إلى الملك والملكة ليخبرهما بنبأ انطلاق الشرار خشية أن تسطع النار. صحيح أنه يتصور، بما طبع عليه من حنان الأب وبصيرته، أنه قد جن بسببك. فلما صددته عن نفسك أصابه الأسى، ثم حرم على نفسه الأكل والنوم، ثم أصيب بالهزال، ثم تردى في الجنون الذي يهذي فيه ويبكي عليه الجميع. ويعرض أبوك على الملك والملكة الدليل على جنونه، والدليل رسالة بعثها إليك وسلمتها طائعة لأبويك.

بولونيوس (يقرأ الرسالة) :

Shafi da ba'a sani ba