146

Bahth Sarih

البحث الصريح في أيما هو الدين الصحيح

Bincike

سعود ين عبد العزيز الخلف

Mai Buga Littafi

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية

Lambar Fassara

الأولى، 1423هـ / 2003م

الشهادة الثامنة

إن النبي إشعيا قد أورد في الإصحاح الحادي والعشرين كله ألغازا أخر (تنبيء) عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال من العدد الأول مبتكرا فيه وقائلا: ((ثقل البحر البري)) 1.

إن إشعيا النبي القائل: ((ثقل البحر البري)) ، قد أشار به عن نبينا، وأخذ فيه وجه الاستعارة التشبيهية بأنه بحر بري، أعني أن خروجه ومشيه وفعله في البر مميزا إياه من البحر المائي، وإضافته إلى قوله: ((ثقل البحر)) ، أعني أمواجه صلى الله عليه وسلم البليغة التي كانت تهيج فيه، وتكسر سنن2 الكفر مع أصنامها، وأردف إذ قال عن [وجوه] وروده: ((إنه مثلما تأتي الزوابع من الجنوب يأتي إلينا من البر من بلد مخيف)) ؛ يعني أن هذا البحر مع ثقله وأمواجه، يأتي إلينا من البر، من بلد مخيف كالزوابع، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان مجيئه كالزوابع الجنوبية، وكالأمواج الثقيلة، وكان يلاطم ويهدم البروج الكفرية، التي كانت يومئذ مشيدة عند الأعم من البشر، وأضاف إلى قوله: ((إنني أخبرت ببيان صعب العاصي يعصي والناهب ينهب)) .

ففي هذا النبي إشعيا قد أظهر ثقل فعل البحر البري، [وكيف نهب العصاة لله كموسى، وهذا النهب هو من خصال العرب، وقد تعجب منه

Shafi 210