142

Bahr Mutawassit

البحر المتوسط: مصاير بحر

Nau'ikan

وما الذي لم يوجبه هذا الصراع من خطط غير طائشة؟ ومن ذلك أن عرض أوتون الأول أن يجعل من البابا إمبراطورا عالميا شريكا بجانبه، وأن يكون الإمبراطور رقيبا على انتخاب البابا وأن يكون حاميا للدولة الكنسية في مقابل ذلك، وقد عاكسته في ذلك طبقة الأشراف الرومانية التي خلعت بابوات كثيرين؛ وذلك لأنها كانت تود أن تنصب واحدا.

ويخلع أوتون الثاني أحد البابوات فيفر هذا البابا إلى بزنطة ليقتل في رومة أخيرا على الرغم من كل شيء، ويوجد بين القسطنطينية والعرب محالفات لمحاربة الإمبراطور النصراني، ويتقاتل أساقفة بزنطة ورومة ويحرم بعضهم بعضا في ذلك الحين، وذلك مع وضعهم على مراقي كنيسة القديس بطرس ودرج كنيسة أيا صوفية مراسيم الحرم مقابلة.

ويمضي قرن على الأباطرة، الحاملين لاسم أوتون، فيستعير أحد البابوات الأقوياء مبدأ الإمبراطورية الرومانية ويحالف أمراء الجرمان ونورمان نابل لمقاتلة ديمقراطيي ميلان. وكان غريغوار السابع، وهو حفيد قبيح لصانع ، هو الذي حاول قهر الملك هنري الرابع الرائع الممتاز على غير جدوى.

ويقضي هذا العاهل تائبا مرتجفا من البرد ثلاثة أيام في الساحة المغطاة بالثلج لقصر كانوسا، لقصر لنباربارديه، والذي كان يقيم به البابا سنة 1077، ويلوح أن الكنيسة نالت نصرا لا جدال فيه، وأنه انتقم من غزو البرابرة بعد قرن، وأن الجرمان أخزوا، وأن سلطان رومة بعث تحت التاج البابوي، أجل، بدا غريغوار مثل أباطرة بزنطة الذين كانوا يضعون أرجلهم على قفا الملك المقهور، غير أن هذا الفصل ختم بفرار غريغوار وخلعه وموته وحيدا مع تتويج هنري من قبل بابا آخر.

وما كان يمازج أسقف رومة من شعور بالقوة في ذلك الدور يبدو في صفحة أملاها غريغوار كمذكرة لاستعماله الخاص، وهو لم ينشرها قط، وإنما كان يتبع ما فيها من توجيه، واليوم يمكن أن تقرأ نسختها الأصلية في الفاتيكان، وهي تشتمل على سبع وعشرين فقرة مرقمة بأرقام رومانية حمر مع خط لاتيني جميل ومع فصل بعض الكلمات عن بعض ومع حروف كبيرة وصغيرة، ولا تجد كاهنا مصريا كان ذا شعور بسلطانه مثل شعور هذا البابا الوضيع الأصل والذي قال عن نفسه: «إن على جميع الأمراء أن يقبلوا قدم البابا، ولا ينبغي أن يذكر في الكنائس اسم غير اسمه، وهذا الاسم وحيد في العالم، والبابا وحده هو الذي يجب أن يحمل الأشعرة الإمبراطورية، وللبابا حق خلع الأباطرة، ويمكن البابا أن يحل الرعايا من يمين الولاء لولي أمرهم، ولا يجوز لأحد أن يرد حكم البابا، وهو يستطيع أن يرد أوامر الجميع.»

ومع ذلك ليس لنا أن نتمثل أولئك القساوسة بين الملاذ في القصور على الرغم من تعطشهم إلى السلطة، فقد كان غريغوار، مثلا، حنبليا

38

قائلا بإصلاح دير كلوني، ومن تعاليم هذا المذهب الذي يعظم شأن الروح والطهر تحرير الكنيسة من السلطة الزمنية، وكل ما يهدف إليه هذا المذهب هو تحويل المقصد الديني وجعل الصدارة للكنيسة على الممالك الزمنية.

أجل، عاشت الخيلة

39

Shafi da ba'a sani ba